رواية من تاريخ السودان في القرن التاسع عشر، عن الثورة المهدية تلك التى ادعى فيها أحدهم أنه المهدي المنتظر ذلك الذي جاء ليملأ الدنيا عدلاً وسلامًا بعد أن ملآهـا الكفار_كما يقولون_ ظلمًا وجورًا ودماءً

فكانت النتيجة مزيد من الظلم،مزيد من التشرد،مزيد من الضحايا،والعديد والعديد من الدماء

“احذر الإيمان يا ولدي فمنه ما يهلك كالكفر”

كم من الظلم ارتُكب باسم الإيمان، كم من الدماء أُريقت أسفل راية الإيمان

كم أم بكت ابن، كم زوجة ترملت، كم أطفال يُتموا

كم حبيبة انتظرت إلى آخر الدهر عودة من لم يُكتب له رجوع يومًا

جميع ذلك باسم الإيمان، بذريعة التقرب إلى الله

جميع ذلك نتيجة الجهل والخرافات،والإيمان بأيّ كاذب أو مُدعي

هل نلعن أولئك الذين يدعون المهدية والنبوة؟

أم نلعن أولئك الذين يتبعوهم بأعين مغمضة وعقل لا يعقل؟

أم نلعن الجهل والفقر والفساد ذلك الذي يجعلهم في أمسّ الحاجة لمعجزات الله على أرضه فما أن يظهر أمامهم من يتسمون فيه خيرًا حتى يجعلونه خليفتهم؟

على من لابد أن نُلقى لعناتنا إذن ؟

مرة أخرى “احذر الإيمان يا ولدي فمنه ما يهلك كالكفر”

وفي وسط جميع ذلك الخراب، تنمو قصة حب شبه مستحيلة

عبد أسود وأمة بيضاء

وفي وسط كل تلك الدماء، يُراق دم ******ة لتتحول قصة الحب إلى قصة ثأر وانتقام وتُراق المزيد والمزيد من الدماء

رواية ممتعة، تبدأ بداية مبهمة غامضة القليل من الشيء

وتبدأ الأحداث تعود للوراء بطريقة أشبه بالفلاش باك

بين زمنين، أو بالأحرى من غير ترتيب زمني واضح

الكاتب يكتب الأحداث وكأنه يتذكرها ويكتبها على الورق، لكن مع ذلك يظل ترتيب الأحداث منطقي دون خلل وبدون أن يضيع منك خيط الأحداث

اللغة أكثر من مزهلة،محاورات فلسفية أحيانا هي نتاج تلك الحرب وذلك الدمار!