نظرة ناطقة
اهي اصدفة التي جمعتني بك أم شاءت الاقدار؟التقيتك وأحسست انه اللقاء الحاسم الذي انتظرته بفارغ الصبر.لأختصر مشوار عذابي معك في لحظة واحدة .لأختزل الكلمات والحروف في نظرة واحدة .بكل هدوء اقتربت منك وبعفوية القيت التحية عليك ,تفاجأت ,حاولت ان تتجاهلني وتنساب عبر دهاليز نفسك ,لكن خذلتك نفسك لتضعف امامي ولترد التحية بمثلها وانت مسلوب الارادة ,وكأني شددتك بصوت سحري لا يقاوم .نظرت الى عينيك لأعبر عما في صدري من عبء ثقيل أتعبني حمله .نظرة واحدة كانت كافية لتكشف عما في أغوارها من معاني .نظرة جامدة , ثاقبة ,اخترقت جوفك .ادركت لغتي فاستسلمت وأنسقت الى اعماق عيني تقرأها .بادرتني قائلا ": انك سعيد بلقائي وعلى شوق كبير لرؤيتي وكم انك معذب بدوني.جبتك: اعوام طويلة كنت الداء بدل الدواء .اعوام طويلة كنت خلالها الظل لشمسك الحارقة ,المرفأالامين لبحرك الهائج والصدر الحنون لمزاجك الصلب .أ أخبرتني :اني المرأة الوحيدة التى احببتها ,واني المرآة الجميلة التى تحب ان ترى فيها نفسك وان التى بقربك هي صورة جامدة لاحياة فيها .أجبتك :لن تكن الرجل الوحيد في حياتي لانك لم تعرف ان تأسرني داخل قلبك ,وانوثتي التى تفتحت على يديك ترفضك .والمرآة الجميلة التى تتباهى بوجودها تحطمت ,والصورة الجامدة التى بقربك تليق بك .اتهمتني بانني السبب لفراقنا وان قسوتك علي هي للاحتفاظ بي .هززت راسي قائلة : ما زلت كما عهدتك ,دوما تلقي اللوم علي .وذكرتك كم من الابواب انتزعت أقفالها لتبقى مشرعة امامك ,لكنك اوصدتها بقوة لتحطم كبريائي .وأرتمي تحت قدميك عبدة ساجدة .لكني قاومتك ,وانسلخت من عالمك القاتم لاعود الى عالمي الحالم .لأعلن بأعلى صوتي انك لم تعد سيدي وانا لم أعد جاريتك .لأحطم غرورك .اعترفت انك ظلمتني وانك نادم وتطلب الغفران .بعدي علمك الحزن والهجران أحرقك في الصميم .وان كل ما اتمناه رهن اشارتي ,عسى ان اعود بأدراجي اليك .حدقت بك جيدا"فرأيت تللك الدمعة الساكنة اعماقك .وتساءلت : كيف أغفر ؟ وانا لم أعتاد العفو داخل سجنك .كيف أثق ؟ ويدك الغادرة طعتني حتى الموت .كيف أعود ؟ وانا مازلت الملم بقايا اشلائي المنثورة في زوايا ذاتي .وافهمتك ان جواهر الكون لم تعد تكفيني ,وكل كنوزالبحار لم تعد ترضيني .فانا امرأة ذات كيان ولست سلعة للشراء .وان مشاعري نحوك ماتت فدفنتها .والنسيان أفضل علاج .تاملتني برقة لم أعهدها من قبل ,وتمنيت لو يقف الزمن برهة ليطول هذا اللقاء ولتدوم هذه النظرة الناطقة ,لتحتقظ بملامح وجه لن يفارق طيفك لحظة .لكنني رمقتك بنظرة باردة ,جعلتك تصغر امامي بحيث لم اعد أبصرك .واوضحت لك ان هذا اللقاء القصير وهذه النظرة الناطقة ,هي انتصار عليك ولو كانت الخسارة شبابي .وأدرت ظهري اليك لأرى وجه الحياة يبتسم لي وحدي .......................للامانة منقول
|
2008-07-11, 09:51 AM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
