السعودية: 250 مليون ريال كعكة الدعاية بالانتخابات البلدية وا
 

الدمام - محمد هاني تعتبر الصحافة السعودية أكبر الخاسرين في الانتخابات البلدية في نسختها الثانية، بسبب قلة الإعلانات التي حصلت عليها، مقارنة بالانتخابات السابقة حيث كانت لاعبا رئيسا فيها، حتى أن بعض الصحف الكبيرة بدأت وكأنها غير مهتمة بالانتخابات، وفي أفضل الحالات تغطية أخبارها في صفحة واحدة وبتقارير باهتة، لا تدل على اهتمام بهذا الحدث المهم.

وأوضح خبراء في قطاع الإعلان أن تكاليف الحملات الدعائية لانتخابات المجلس البلدية في السعودية ستكون منخفضة كثيرا، وأقل من المتوقع لعزوف أكثر المرشحين عن القيام بحملات انتخابية، مشيرين إلى أن جميع مصاريف المرشحين قد لا تتجاوز 250 مليون ريال، وهو رقم متواضع مقارنة بالعدد الكبير الذي دخل الانتخابات.

واعتمد بعض المرشحين على الحملات الإعلانية في وسائل الإعلام عن طريق الإعلانات الشخصية مقابل نشر مادة إعلانية لتغطية اللقاءات، فيما اختار عدد قليل أسلوب الحملات الإعلانية عبر الملصقات ووسائل الإعلام المقروءة، بينما فضلت الأغلبية الاعتماد على الصلات الشخصية والأحاديث المباشرة.

ورأى مدير أحد مكاتب الدعاية والإعلان ظافر الشهري أن القسم الكبير من تكاليف الحملات الانتخابية سيذهب إلى شركات تأجير الخيام، وأصحاب المطابخ والمطاعم، والقسم الآخر سيذهب إلى المطابع، بينما لن تحظى وسائل الإعلام بالشيء الكبير، مبينا أن صفحات الصحف السعودية خلال الثلاثة أيام الماضية حملت إعلانات لمرشحين يعدون على أصابع اليد الواحدة بينما يصل عدد المرشحين 5325 شخصا.

وأضاف أن "الإعلانات توزعت بين الاتصالات عبر الجوال والرسائل، وبين المطبوعات التي وزعت بكثافة خلال اللقاءات فيما اعتمدت مجموعات إصدار نشرات دعائية خاصة بها منذ بداية الحملات الانتخابية".

وأشار الشهري إلى أن العديد من المرشحين قالوا إنهم لا يجدون نفعا من الحملات الإعلانية، مؤكدين أن التصويت سيعتمد إلى حد كبير على العلاقات الشخصية.

ولا يخفي مسؤولو الحملات الانتخابية في المجموعات من أن المرشحين يعتمدون بشكل أساسي على علاقاتهم الشخصية أكثر من احتمائهم وراء برامج انتخابية متكاملة تؤهلهم لحجز مقعد في المجلس البلدي.

ورفض الكثير من المرشحين فكرة الإعلان ومطالبة الناخبين من خلالها بالتصويت، وذلك يعود إلى قناعة بأن الانتخابات في المجالس البلدية بسيطة، ولا تشكل ثقلا حقيقيا للفائزين.

وأشار الشهري إلى أن الكثيرين من المرشحين دخلوا الانتخابات متوقعين أن تكون بمثابة نزهة، وفي نفس الوقت يحصلون على عضوية المجلس، ولكن ما سيثبت لهم أنها معركة حقيقية تحتاج إلى صبر وصرف مبالغ كبيرة تفوق طاقة الكثير منهم، وحتى توقعاتهم.

وذكر أن نحو 50% من المرشحين لأول مرة جمدوا بالفعل عملهم في الحملة الانتخابية، حتى أنهم لم يشاركوا ولو بلوحة إعلانية، مقتنعين أن خوض الانتخابات لا يتطلب الاستعداد المبكر وتوطئة النفس على تحمل أعباء الحملة.

وأكد بأنه لم يتقدم 106 مرشح للانتخابات البلدية في المنطقة الشرقية كمثال على بقية المناطق للحصول على ترخيص بإقامة حملة انتخابية، فيما تمت الموافقة على طلب التراخيص لـ 224 مرشحا، بالرغم من أن الدورة الانتخابية الحالية شهدت كثيراً من التعديلات التي ستنعكس بشكل ايجابي على أداء المجالس البلدية من أبرزها ارتفاع عدد أعضاء المجالس البلدية إلى (1632) عضواً سيتم انتخاب نصفهم ، مقارنة بـ (1212) عضوا في الدورة السابقة، وتأتي هذه الزيادة في عدد أعضاء المجالس البلدية إلى ارتفاع عدد المجالس البلدية من 179 مجلس إلى 285 مجلس بسبب إلغاء وزارة الشئون البلدية والقروية للمجمعات القروية، وتحويلها إلى بلديات فئة (هـ)، كما تم رفع عدد الحد الأدنى لأعضاء المجالس البلدية إلى ستة أعضاء.

يذكر أن الحملات الانتخابية انطلقت في 20 شوال الجاري وتستمر 11 يوما، وفي 1 ذو القعدة تتم عملية التصويت، حيث تعلن النتائج بعد 48 ساعة من انتهاء التصويت (3 ذو القعدة)، وفي اليوم التالي تمنح 5 أيام عمل مهلة للاعتراض على النتائج.