منتدي q8-one.com - الطريق إلى ميدان التحرير ح7

*

نظرة إلى المستقبل
وبرغم مضي ستة أشهر على جنرالات مصر في سدة الحكم، فلم يصدر عنهم كثير من الإشارات بشأن وجهة السياسات الاقتصادية للدولة.

*

والبيانات الثلاثة التي صدرت عن المجلس العسكري منذ توليه الحكم، لم تتطرق لهذا الأمر.

*

وفوق ذلك، فإن الجيش أثار من الأسئلة أكثر مما قدم من*إجابات خلال عملية إقرار موازنة الدولة مطلع هذا الصيف، التي انتهت برفض قروض صندوق النقد الدولي (وإن قبل المجلس سرا ملياري دولار من البنك الدولي).

*

ومن الواضح أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يريد أن يُنظر إليه على أنه ينتهج رؤية جمال مبارك، كما قال ستيفن كوك الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

ولكننا لا نعرف بعد إلى أي مدى يرغب المجلس فعلا في تغيير السياسات الاقتصادية التي كانت سائدة طيلة العقود السابقة.

*

وفيما عدا الإطاحة بمبارك وزمرته من ذوي التوجهات الإصلاحية، فإن المجلس "لم يحدث تغييرا جوهريا في عملية صنع السياسة الاقتصادية لمصر"، حسب كوك.

غير أن رفض المجلس الاقتراض من صندوق النقد الدولي مقابل قبوله قروضا ميسرة من السعودية ودول الخليج الأخرى (وهي قروض تأتي دون الشروط التي ساهمت في المأزق الحالي لمصر)، يُظهر بوضوح أن النصائح النيوليبرالية لم تعد تحظى بأي قبول.

*

ويبقى السؤال الأهم الذي ينتظر الإجابة: ما الدور الذي سيلعبه الجيش في رسم سياسات البلاد بعد الانتخابات البرلمانية المقررة هذا الخريف، والمتوقع أن تفضي إلى حكومة مدنية جديدة.

*

ويرجح كوك أن يعمد الجيش -الذي يفضل أن يحكم من وراء حجاب- إلى تفويض العديد من مهام الحكومة اليومية للمسؤولين المنتخبين، ولكن*لا أحد يتوقع أن يسمح جنرالات مصر لمصالحهم الاقتصادية بأن تكون تحت رحمة الآخرين.

*

والأمر الذي يبقى في رحم الغيب هو مدى قدرة الجيش على التصدي للبطالة والأوضاع المعيشية المتردية، وهي الشرر الذي أشعل ميدان التحرير غضبا.

*

الإجابة عن هذا السؤال تبقى غير واضحة بشكل جلي. (انتهى)

*

الحلقات السابقة:

جمر الغضب..*تحديات اقتصادية وأمنية
الخصخصة.. نمو بلا تنمية
ديمقراطية الخبز
الحركة العمالية تكشّر عن أنيابها
قبيل النزول إلى ميدان التحرير
نظرة إلى المستقبل

*

*