الأمن السوري يبيع الطحين بـ10 أضعاف سعره وتذمر الأحياء الموا
قمامة في حي الزهور
حمص - باسل محمد مع اشتداد الحملة العسكرية المركزة التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص , تبدو المدينة الثائرة في حالة يرثى لها انسانيا وخدمياً, فإضافة لغياب ابسط الخدمات ونقص كمية الغاز والمازوت الموزعة في المدينة تبدو حمص كمدينة منكوبة بامتياز , تميزها طوابير المنظرين للخبز في جميع الاحياء, وتلال القمامة المتكومة في الشوارع.
وبالإضافة لهذه الأوضاع السيئة فإنه يوجد نقص حاد في المواد التموينية الاساسية, وصعوبة الوصول إلى المحلات والاسواق في ظل رعب يجتاح المدينة مع عمليات الخطف التي تدور حكاياها بين الاحياء وتطال جميع الطوائف ومع صعوبة العمل الصحفي في المدينة وغياب الاعلام المهني تنتشر الشائعات وتسبب حالة من الهلع لدى السكان.
كيس طحين ب 10 آلاف ليرة سورية
مع اشتداد الحملة الأمنية , وصعوبة التنقل بين البيوت والاحياء لم تعد حواجز الأمن مجرد مكان لإطلاق النار العشوائي على المتظاهرين بل ايضاً دكاكين لتأمين مستلزمات الأحياء التي يقصفها الحاجز ذاته , وبحسب كثير من الناشطين فإن الحواجز الأمنية وخاصة في بابا عمرو والخالدية تعرض خدماتها على اهالي تلك الأحياء بتوفير الطحين والزيت والسكر مقابل مالية طائلة ووصل سعر كيس الطحين إلى 10 آلاف ليرة سورية في حين سعره بالسوق لايتجاوز ال 1000 ليرة سورية , ويقوم عناصر الأمن بتأمين الطحين من الأسواق بسيارات الأمن وايصالها إلى الحاجز ليأتي الزبون ويأخذها بعد أن يدفع رعبون مقادره 1000 ليرة سورية.
وتروي احدى السيدات في حي الخالدية للعربية نت أن العديد من النشطاء استطاعوا ادخال المواد التموينية إلى حي الخالدية على عكس باباعمرو التي تعاني حصارا أمنياً محكما, لكن ظهرت أزمة جديدة في الأيام الماضية تتمثل بعدم توفر اسطوانات الغاز وتتابع السيدة الستينية والتي اضطر أحد ابنائها للتخفي خارج حمص فيما يقبع ابنها الثاني في فرع المخابرات الجوية منذ عشرين يوم وبقيت وحيدة في بيتها أنها ومع نفاذ الغاز من البيت وعدم توفره للجوء إلى حاجز تابع للأمن العسكري في أول الحي لتأمين اسطوانة غاز فطلب منها مبلغ 2000 ليرة علماً أن سعرها في السوق لايتجاوز ال 450 ليرة.
الأحياء الموالية ليست بأفضل حال
في حي الزهراء المجاور لأحياء دير بعلبة والبياضة والواقع في الجزء الشرقي للمدينة لا تبدو الحياة بأفضل أحوالها , صور كبيرة للرئيس بشار الأسد ولافتات الولاء للقيادة السورية تعبر بين الشرفات , لكن ثمة قلق في وجوه الناس ورعب من القادم فحوادث الخطف باتت منتشرة وتؤرق المدنيين ويقول أحد سكان حي الزهراء لدى سؤاله عن الأحوال " بتطلع الصبح ما بتعرف إذا بترجع" , ولا يتغير المشهد الخدمي كثيراً بين حيي الزهراء والخالدية المتجاورين فأغلب الأحيان يمتنع تجار الخضار عن الذهاب إلى سوق الهال مخافة الخطف أو نتيجة لاحتدام القصف للمدينة , كما أن محافظ حمص خصص مراكز توزيع للغاز والمازوت في مختلف الأحياء الثائرة إلا تلك الموالية كعقاب للحي بعد أن خرجت مظاهرات في هذه الأحياء بتاريخ 15 نونمبر 2011 تطالب ياسقاط محافظ حمص وامين فرع الحزب لتخاذلهم كما يقول المعتصمون بتوفير المواد الأساسية وحماية المدنيين من الخطف والقتل والتنكيل وبحسب أحد الشباب الذين حضروا الاعتصام بالزهراء فإن الاعتصام انقسم قسمين أحدهم يدين بالولاء للرئيس بشار الأسد وقسم آخر ضم العشرات رفض الهتافات المؤيدة للرئيس بل حتى أن أحدهم صاح باسقاط النظام مما سبب هجوماً للشبيحة اسفر عن جرح أحد الشباب دون حدوث اعتقالات مما يدل على حالة تذمر كبيرة حتى في صفوف المؤيدين للنظام السوري وهذا ماتنقله شبكة اخبار حمص الموالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي حيث تنتقي الشبكة الموالية للنظام عددا من تعليقات اعضائها المعبرة عن آرائهم بالمحافظ وقيادات المدينة.
ويعلق احد النشطاء من سكان حي الزهراء في حمص للعربية نت وهو من الطائفة العلوية بأن النظام سيخسر الولاء له عاجلاً أم أجلا مذكرا بأن اول مظاهرة في حمص خرجت لاسقاط المحافظ ثم تحولت إلى مظاهرات لاسقاط النظام كما يستدل على ذلك بحملة الترهيب التي يقوم بها الشبيحة للنشطاء العلويين المعارضين وتذمر العديد من السكان ممادفع بعضهم لإزالة صور الرئيس عن شرفة بيته احتجاجا على مايتعرضون له بحسب زعم الناشط.
وتبدو الصورة أوضح بحملة الاعتقالات التي طالت عدداً من النشطاء العلويين والمسيحيين في أحياء الزهراء وحي عكرمة كالشاب دمر السليمان المعتقل منذ شهرين وهو صهر عضو مجلس الشعب شحادة ميهوب واعتقال الطبيب علي ملحم وأخرين.
|