خبراء لـ"العربية.نت": خطط أرامكو لزيادة إنتاج الغاز سيعزز اس
الرياض - محمد عبد الوهاب أزالت تصريحات رئيس شركة أرامكو الدكتور خالد الفالح الخاصة بإمكانية نجاح الشركة في توفير غاز للمستهلكين في المملكة بأسعار مربحة وفي نفس الوقت مناسبة للمصنعين حالة من الضبابية لدى كثير من الشركات والمصانع السعودية، خاصة البتروكيماوية، في تحديد خططها التوسعية للعام المقبل في ضوء توقعات بانخفاض أسعار الغاز أو على الأقل ثباتها نسبيا خلال السنوات القليلة القادمة بجانب حل إشكالية توقف بعض خطوط إنتاج الشركات لنقص الوقود.
ويرى المستشار الاقتصادي الدكتور يوسف الزامل أن الإعلان عن مشاريع غاز ضخمة لأرامكو تحت التطوير في الحريضية وحصباء، سينتج عنها كميات جديدة من الغاز وبالذات لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، سيؤدي إلى زيادة الطلب من الشركات على الغاز لتمويل خطوط إنتاج أكثر، ربما لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية لندرة الغاز نسبيا، داعيا إلى أهمية المواءمة بين العرض والطلب تفاديا لزيادة الأسعار بدرجة قد تؤثر سلبا على حركة الإنتاج الصناعي.
وتوقع الزامل في تصريحات لـ" العربية.نت "أن يؤدى مشروع ارامكو لزيادة إنتاجية الغاز خلال 3 – 4 سنوات المقبلة إلى دعم صناعات أساسية مرتبطة بالتنمية العمرانية كشركات إنتاج الاسمنت البالغة 13 شركة حاليا، والتي يبلغ إنتاجها الشهري أكثر من 4 ملايين طن، وشدد على ضرورة تحديد سعر الغاز لأجل زمني قصير، وليس بشكل شهري أو تركه لآليات العرض والطلب ضمانا لاستقرار حركة الإنتاج بالمصانع.
ويفرق الزامل بين انعكاسات إنتاجية الغاز المرتقبة على أسعاره بالنسبة للشركات والمصانع من ناحية، والأفراد المستهلكين من ناحية أخرى، ويشير إلى أن السعر بالنسبة للشركات يدخل ضمن تكلفة المنتج وبالتالي يتم تعويضه عند البيع للمستهلكين.
أما بالنسبة للمستهلكين العاديين من مواطنين ومقيمين فيشير الزامل إلى أن السعر الحالي مناسب جدا، قائلا: "وسوف تسهم الإنتاجية الجديدة على الأقل في استقرار أسعاره خلال السنوات القادمة وعدم ارتفاعه بشكل مزعج للمواطن، طالما لا يتم تصدير حصة من نصيب الاستهلاك المحلي للخارج بأسعار أعلى، وهنا يأتي دور الدولة التي تحرص على مصلحة المواطن أولا كمستهلك بجانب مراعاة مصلحة المنتجين"، ولا يستبعد الاتجاه إلى زيادة الحصة التصديرية حال زيادة الإنتاجية عن الاستهلاك المحلى.
ومن جهته يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الوهاب أبو داهش ملائمة سعر الغاز حاليا بالنسبة للمستهلكين العاديين، داعيا إلى عدم التعامل مع الإنتاجية المتوقعة على أنها للتصدير، مضيفا "يجب وضع الأولويات الاجتماعية ثم الاقتصادية عند التعامل مع الغاز، ويجب أن يكون الهدف الأول توفير غاز الطبخ بالسعر المناسب لكافة الشرائح الاجتماعية، بحيث لا يمتص جزءا من الزيادة السنوية للرواتب أو يؤثر سلبا على المستوى المعيشي للمواطن، خاصة في ظل الارتفاع الدوري لأسعار السلع التموينية بفعل عوامل محلية وخارجية، وأيضا إيجارات المنازل مع ملاحظة أن 70% من السعوديين يعيشون في منازل مؤجرة".
ويشير أبودا هش لـ"العربية.نت" إلى أن سعر الغاز محليا معقول جدا مقارنة بالدخول العائلية مستبعدا ارتفاع أسعاره على مستوى العائلات أو المصانع لوجود مصادر طاقة بديلة ومتجددة تسهم إلى حد كبير في تقليل نسبة الاعتماد على الغاز، وأكد على ضرورة إتباع الشركات الكبرى احدث أدوات التقنية الحديثة لاكتشاف الغاز بكميات اكبر وبتكلفة اقل لان كل ذلك عوامل ستؤثر بشكل أو بأخر على السعر.
وتأتى حالة الطمأنينة باستقرار الأسعار نسبيا في ظل خطط بزيادة إنتاج أرامكو من الغاز سيزيد بنحو 1.4 مليار قدم مكعب يوميا بحلول منتصف العام المقبل 2012، بعد تشغيل مشروع «كران»، الذي سيرتفع إنتاجه من 400 مليون قدم بعد إكمال الجزء الثاني من المشروع إلى 1.8 مليار قدم مكعب في اليوم حسب تصريحا ت سابقة للمهندس ماجد المقلا، الرئيس التنفيذي لإدارة المشاريع في الشركة أكد فيها الانتهاء من تشغيل الجزء الأول من المشروع، الذي يعالج 400 قدم مكعب يوميا، وانجاز الجزء الثاني في منتصف العام المقبل.
يشار إلى أن السعودية ستتحول إلى واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم، عندما يصل حجم إنتاجها اليومي من الغاز إلى 13 مليار قدم مكعب قياسية في عام 2020، بحسب توقعات المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي حيث تطورت إنتاجية الغاز بشكل مذهل خلال السنوات الأخيرة، "من 1.5 مليار قدم مكعب قياسية عام 1981، إلى 8.8 مليار قدم مكعبة قياسية حاليا بجانب 4.2 مليار قدم مكعب قياسية يوميا قبل عام 2020".
|