وزير البترول السعودي يطالب بتنويع إيرادات المملكة

[admin]

الأمير سعود بن ثنيان والنعيمي خلال المنتدى



الدمام - محمد هاني طالب وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، بضرورة "تنويع مصادر الدخل الوطني للمملكة، وعدم الاعتماد على البترول وحده، كأساس للدخل الوطني، والتنمية الاقتصادية المستدامة، في ظل تعرضه الدائم للتقلبات، التي يصعب التنبؤ بها".

وأضاف النعيمي خلال "المنتدى السعودي الثاني للصناعات التحويلية" الذي انطلقت فعالياته أمس: "مع وجود هذه التقلبات، فمن الأفضل استخدام البترول، سواءً من حيث عوائده أو منتجاته، من أجل إيجاد مصادر أخرى للنمو والازدهار الاقتصادي وعلى أسس تجارية سليمة".

تحديات عالمية



قال وزير البترول السعودي: "تواجه المملكة في الوقت الراهن الكثير من التحديات، عالمياً ومحلياً، فعلى المستوى العالمي تتسارع التطورات والتحولات المختلفة على كافة الأصعدة، بحيث أصبحت المنافسة الدولية أبرز معالم اليوم".

وأضاف: "إن المملكة ليست في منأى عن هذه المنافسة العالمية، كما إنها تواجه تحديات محلية من الممكن التغلب عليها، وتحويلها إلى فرص، إذا تم التعامل معها مبكراً، ولعل من أهم التحديات الداخلية، الاعتماد المستمر على البترول في إيرادات الدولة، وفي مكونات الاقتصاد الوطني ككل، رغم تعرضه الدائم للتقلبات، التي يصعب التنبؤ بها".


300 ألف وظيفة سنوياً



وأضاف: "إن التحدي الثاني الذي تواجهه المملكة يتمثل في الزيادة المستمرة في عدد السكان مع ارتفاع مستوى طموحاتهم، وتطلعاتهم نحو حياة كريمة ومستقرة لهم ولأولادهم"، مشيراً إلى أن سكان المملكة من المواطنين ارتفع من 6 ملايين نسمة، في السبعينات من القرن الماضي، إلى 20 مليون نسمة حالياً، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 30 مليون نسمة في أقل من 20 عاماً، وهذا يتطلب توسع الكثير من الخدمات في مجال التعليم والطب والإسكان".

كما تحتاج هذه الزيادة السكانية، إلى خلق فرص وظيفية مناسبة، وتقدر بحوالي 300 ألف وظيفة سنوياً، الأمر الذي يتطلب استمرار النمو الاقتصادي مع إيجاد قاعدة تعليمية ومهنية جيدة ومتميزة، لتساعد المواطنين وتمكنهم من الحصول على الوظائف المناسبة، وبإنتاجية عالية.


التوسع في الصناعات



جانب من الحضور في المنتدى


وأشار النعيمي إلى أن المملكة تواجه تحدياً آخر، يتمثل في كيفية التوسع في الصناعات والأنشطة الثانوية والقيمة المضافة، مشيراً إلى أن المملكة تقوم بإنتاج الكثير من المواد الأساسية مثل البترول والغاز والبتروكيمياويات والمعادن، إلا أنه لم يصاحب ذلك زيادة مناسبة في المنتجات الثانوية والنهائية المرتبطة بها، وفي الغالب فإن ما يحصل هو تصدير المواد الخام، أو المواد نصف المصنعة إلى الخارج، والتي يجري إعادة استيرادها كمواد نهائية إلى المملكة، وللمنطقة بشكل عام.

وهذا يحرم الوطن والمواطن والاقتصاد الوطني ككل من الكثير من الفرص الاستثمارية الهامة، التي توفر وظائف جديدة للشباب السعودي ولرأسمال المحلي، مضيفاً "أن الاهتمام بالقيمة المضافة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعتبر واحداً من أهم التحديات التي تواجهها المملكة".

وأشار النعيمي، إلى أن الشركات المرتبطة بوزارة البترول والثروة المعدنية تركز على جانبين مهمين في تعاملاتها التجارية, الأول هو أن يكون جزءاً من حاجاتها له ارتباط بالمحتوى المحلي, والذي يعني أن تكون المنتجات المستخدمة مصدرها وطني, أما الجانب الثاني فهو إعطاء الأولوية للشركات الوطنية ذات النسبة العالية من العاملين السعوديين.


قضايا الإغراق



قال الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع: "إن الشركات السعودية استطاعت تجاوز قضايا الإغراق، وأصبحنا في موقف قوي بعد أن تولى الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير البترول والثروة المعدنية، وكانت لجهوده دوراً كبيراً في وقف قضايا الإغراق".

وأضاف، الأمير سعود بن ثنيان، خلال مؤتمر صحفي، بشأن "المنتدى السعودي الثاني للصناعات التحويلية" الذي انطلقت فعالياته أمس، "لا بد أن ندرك أن تجربتنا قصيرة في مجال الصناعة، ولكن ما تم تحقيقه حتى الآن يعد جيداً قياساً بتجارب الدول الأخرى"، مشدداً على أهمية استثمار الفرص وتأهيل الكوار السعودية وإيجاد الفرص الوظيفية لها في قطاعات البتروكيماويات.

وقال: "إن السعودية تتجه لزيادة القيمة المضافة للدخل القومي من خلال قطاع البتروكيماويات، والوصول إلى المنتج النهائي لسد حاجة السوق السعودية في المقام الأول، ومن ثم التصدير، خاصة وأن المنتج السعودي أصبح علامة بارزة في الأسواق العالمية".


تكامل صناعي خليجي



المنتدى شهد مشاركة واسعة


ودعا بن ثنيان إلى تعزيز دور التكامل الصناعي الخليجي لمواجهة التحديات العالمية، في ظل المقومات والفرص الاستثمارية التي تزخر بها المنطقة، مشيراً إلى أن هناك فرصاً ومقومات تساعد على تحقيق هذا التوجه في مقدمتها الاستقرار الاقتصادي، وتوافر المواد الخام.

وأشار إلى وجود تكامل صناعي بين العديد من القطاعات في المملكة، التي أصبحت تشكل منظومة متكاملة، تعزز التكامل الصناعي وتنويع مصادر الدخل وخلق العديد من الفرص للشباب السعودي، كما إن هناك منظومة جديدة دخلت إلى القطاع الصناعي وهي شركة "معادن" ومشروعها في رأس الخير.


المرتبة العاشرة عالمياً



وقال سعود بن ثنيان في افتتاح "المنتدى السعودي الثاني للصناعات التحويلية"، "إن ما نطمح إليه في هذا المنتدى هو الخروج بتصور فعّال لدعم التكامل بين الصناعات الأساسية والصناعات التحويلية المعتمدة على المنتجات الأولية".

وأشار إلى "أن المملكة تحتل المرتبة العاشرة عالمياً في إنتاج المشتقات البترولية والمرتبة السابعة في إنتاج البتروكيماويات بحصة تبلغ 8 بالمئة من سوق البتروكيماويات العالمية، التي من المتوقع أن ترتفع هذه الحصة بعد الانتهاء من المشاريع التي قيد التنفيذ في عام 2015، لتبلغ 10 بالمئة، وهو ما يؤهل المملكة لاحتلال المرتبة الثالثة بين دول العالم في تصدير البتروكيماويات".

وأشار إلى أن "الهيئة الملكية للجبيل وينبع" استثمرت مليارات الريالات بهدف تطوير المناطق الصناعية تحت مظلتها، وبناء التجهيزات الأساسية في الجبيل وينبع ورأس الخير، والتي أصبحت موطناً لكثير من الشركات البتروكيماوية العالمية.