ميناء العقبة الأردني يراهن على التوترات بالمنطقة للتحول إلى

[admin]

العقبة – رويترز يزداد دور ميناء العقبة الأردني كمركز لعمليات الشحن الإقليمية، مستفيدا من التوترات في الدول المجاورة. وتجري إدارة المرفأ توسعات عدة لزيادة قدرته الاستيعابية.

وبدأت "أيه.بي.ام تيرمينالز"، التابعة لمجموعة "أيه.بي مولر ميرسك" الدنماركية التي فازت بعقد لمدة 25 عاما لادارة الميناء في عام 2006 ضخ استثمارات قيمتها 235 مليون دولار لمضاعفة طاقة محطة الحاويات بميناء العقبة إلى 1.5 مليون حاوية قياس 20 قدما طولا للحاوية بحلول عام 2013.

وقال المدير التنفيذي لشركة ميناء حاويات العقبة سورين هانسن "سيتيح هذا للميناء أن يبلغ مستويات جديدة في الكفاءة ويعزز دوره كمركز للشحن في الشرق الأوسط والشام."

وتقلب الميناء الذي يقع بين اسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية ويعد منفذ الأردن الوحيد على البحر بين الازدهار والركود على مدى العقود الماضية ومع حدوث أي اضطرابات سياسية كبرى.

وكانت هناك فترة ذهبية في منتصف الثمانينيات عندما خدم الميناء العراق خلال حربه مع إيران التي استمرت ثماني سنوات ثم حدث جمود شبه كامل خلال الحصار البحري الأمريكي وعقوبات الأمم المتحدة بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 ثم جاءت طفرة في أنشطة الميناء بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

والآن ومع التوترات السياسية التي تجتاح العالم العربي وتضر بتدفق التجارة عبر الموانىء القريبة ومن بينها ميناءي اللاذقية وطرطوس السوريين والاسكندرية والسويس المصريين يشهد ميناء العقبة انتعاشا من جديد.

وقال الرئيس التنفيذي لنقابة ملاحة الاردن محمد الدلابيح "في الوقت الحالي يبحث الجميع عن الأمن. الأمن مهم جدا جدا والعقبة تتمتع به. العقبة ميناء سياسي أكثر منه اقتصادي."

والعام الماضي مرت عبر ميناء العقبة شحنات تصل إلى نحو 16.8 مليون طن بينما بلغت احجام مناولة الحاويات نحو 605 الاف وحدة وهو مثلي الرقم في 2003 تقريبا.

ومنذ بداية العام خالف العقبة الاتجاه السائد في المنطقة. وارتفعت الشحنات الواردة 27% مقارنة بالعام السابق إلى 6.69 مليون طن في الثمانية شهور الأولى من 2011 بينما قفزت تجارة الترانزيت وغالبيتها متجه للعراق 68% وفقا لبيانات سلطات الميناء.

وتعد الاضطرابات في سوريا من بين الأسباب الرئيسية حيث قلصت التوترات السياسية والعقوبات الاقتصادية الدولية بشدة استخدام الموانىء السورية في تجارة الترانزيت الاقليمية. ويجري معظم هذا النشاط حاليا عبر العقبة.

ويقول سماسرة شحن محليون إن من بين أسباب الانتعاش الاخرى الشحنات العسكرية الامريكية التي تنقل من العراق عبر العقبة مع تقليص الأمريكيين لوجودهم في العراق.

وأوضح الرئيس السابق للميناء دريد محاسنة أن "شحنات الجيش الأمريكي تنقل من قواعدهم في العراق إلى محطتي ميناء العقبة سواء الحاويات والشحنات العادية ويساعد هذا في زيادة حركة المرور."

ومن المتوقع أن يكون السببان مؤقتين، إذ ينتظر أن تستكمل القوات الامريكية انسحابها من العراق بالكامل أو معظمه بنهاية العام الجاري بينما ينتظر أن تتعافى العمليات في الموانىء السورية عندما تستعيد البلاد استقرارها السياسي في نهاية المطاف.

لكن المسؤولين الأردنيين يأملون حتى مع عودة الهدوء إلى المنطقة أن يتمكن العقبة من الاحتفاظ بكثير من العمليات التي فاز بها هذا العام خاصة العمليات المتصلة بإعادة اعمار العراق.

ويقدر مسؤولو الميناء أن نحو 40% من الشحنات الواردة الى العقبة تتجه إلى العراق، بينما توقع التنفيذي لشركة ميناء حاويات العقبة هانسن المدير أن ترتفع أحجام مناولة الحاويات بنسبة 15% إلى نحو 700 ألف وحدة هذا العام بسبب الطلب العراقي.

ويقول سماسرة شحن أن ميناء أم قصر العراقي الرئيسي ربما لا يتمتع بطاقة كافية للتعامل مع أحجام الواردات التي يتوقع كثيرون أن يحتاجها العراق عندما يشرع في إعادة البناء بجدية. وربما يتلقى العقبة دفعة من المشكلات في أم قصر والتي تشمل ضعف الخدمات وارتفاع تكاليف المناولة.

وقال محاسنة "زادت الشحنات العراقية إلى العقبة ببساطة بسبب وجود الكثير من البيروقراطية والفساد والقيود على تطوير الطاقة."

وبعد سنوات من نقص الاستثمارات يقول مسؤولو شركة ميناء حاويات العقبة إن أعمال البناء في الميناء ستتيح تحويله إلى طريق رئيسي للتجارة الاقليمية بشكل دائم.

وقال الدلابيح "يعمل ميناء العقبة الآن بنحو 60% من طاقته يمكننا التعامل مع 25 مليون طن سنويا على الأقل بمنتهى السهولة."

ومع ذلك يؤكد سماسرة أنه بدون تطوير كفاءة أسطول الشاحنات الأردني الذي يضم ما يزيد عن 16 ألف شاحنة يمكن أن تهدد الموانىء الإقليمية المنافسة الأخرى مكانة العقبة.

وأشار هانسن إلى أن "الموانىء التركية والعراقية والكويتية كل منها يتمتع بميزة. يحظى الاردن بفرصة هائلة لتعزيز موقعه على طريق التجارة مع العراق، لكن جميع مكونات سلسلة الامداد يجب أن تعمل معا".