الإستراحات السياحية والمولات التجارية "متنفس مكلف ووحيد" لسك

[admin]

غزة – يوسف صادق تشهد حركة السياحة الداخلية في قطاع غزة نموا ملحوظا مدعوما بانتشار الإستراحات السياحية والمراكز التجارية التي تدير معظمها حركة حماس.

وترك الإنسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 وتفكيك المستوطنات مساحات إضافية من الأراضي لم تستغل بالشكل المطلوب حتى سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف حزيران/يونيو 2008، فقامت الحركة بإنشاء منشآت سياحية ومزارع لتربية الحيوانات، إضافة إلى إصلاح الأراضي وزرعها بمختلف منتجات الفواكه والخضار، ليدر عليها أرباحاً تساعدها في دفع رواتب الموظفين التابعين لها (حوالي 35 ألف موظف)، بالإضافة لتغطية نفقاتها الداخلية.

ولا تخلو منطقة في غزة، سواء كانت محاذية للبحر أو داخل مدن القطاع، من أماكن سياحية وترفيهية كالمولات تجارية والاستراحات السياحية والمطاعم، إلا وكانت حماس لها اليد الطولى فيها، وفي غالب الأوقات، تمتلكها بالكامل، كما هو حاصل في مدينة أصداء الترفيهية والإعلامية، حيث أستغلت مئات الدونمات القاحلة، لتحولها إلى إبداعٍ ترفيهي وسياحي.

وشهدت السياحة الداخلية في قطاع غزة خلال العامين الماضيين إزدهاراً ملحوظاً مقارنة بالضفة الغربية، لحاجة سكان غزة للترويح عن نفسهم بعد معاناة من الحرب الإسرائيلية قبل نحو أربع سنوات.

ورأى محمد البطة، الذي كان برفقة زوجته وأولاده في احد المناطق السياحية داخل مدينة غزة، أن بديل السفر خارج غزة، هو اللجوء إلى أماكن ترفيهية.

وقال لـ"العربية.نت" إن "هناك صعوبات في السفر عبر معبر رفح بين غزة ومصر، وهو المعبر الوحيد المنفتح على العالم الخارجي لسكان القطاع، لذلك نتوجه نحو للسياحة الداخلية".

وأقدم القائمون على مدينة أصداء، أكبر منتجع سياحي في غزة، على توسعة مساحتها الصيف الماضي لتشمل قرية مائية متكاملة، إلى جانب حديقة للحيوانات وملاعب كبيرة.

وقال وزير السياحة والآثار في حكومة غزة محمد الأغا إن دخل السياحة الداخلية بلغ خلال العام الماضي لوحده "أكثر من 40 مليون دولار"، معتبراً أن النهوض لم يكن ليحدث لولا إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.

ونوه إلى أن العديد من التحديات والعقبات "لا زالت تواجه القطاع السياحي من أبرزها استمرار الحصار الظالم على غزة المفروض من قبل الاحتلال والذي يمنع السياحة الخارجية من وإلى غزة ويمنع دخول المعدات والأدوات الضرورية".

وساهمت المشاريع السياحية داخل مناطق متفرقة من قطاع غزة، في زيادة فرص العمل للعاطلين عن العمل, بالإضافة إلى تفعيل دورة رأس المال في النشاط الاقتصادي، خاصةً أن قطاع السياحة يحتل 65% من النشاط الاقتصادي.

لكن مختصين في المجال الإقتصادي أكدوا وجود تخوفات من تدمير إسرائيل لتلك المنشآت في أي لحظة.

وحاول المستثمر محمد أبو لحية أن يعوّض ما دفعه في إستراحة على شاطئ بحر خان يونس، جنوبي قطاع غزة، لكنه فشل تماماً.

وقال أبو لحية "الأماكن السياحية التي أقامتها حماس، ***ت أنظار الأسر الفلسطينية، واستحوذت على النصيب الأكبر من مردود السياحة الداخلية، ما أدى إلى خسارتنا كمستثمرين".

وتعد المولات التجارية التي يديرها أفراد محسوبين على حركة حماس، جزء لا يتجزأ من السياحة الداخلية، لكن دخول المولات ليس في متناول كل الأسر، ففي ظل تزايد الفقر في القطاع فإن زيارة المولات ليس أولوية.