الانسحاب الأمريكي من العراق يثير خلافات مالية بين الجمهوريين
واشنطن - منى الشقاقي? تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية خفض انفاقها في العراق إلى حوالي خمسة عشر مليار دولار في العام المالي المقبل، أي أقل بنحو 35 مليار عن العام الجاري بسبب انسحاب قواتها من العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن اعتبار الخمسة وثلاثين مليار دولار هذه توفيرا في الميزانية الأمريكية؟
?
الإجابة ما زالت غير واضحة.? فمن المتوقع أن تنخفض ميزانية الولايات المتحدة في العراق خلال الأعوام المقبلة لتنفق فقط 5 مليارات دولار في العام، أغلبها على برامج تدريب قوات الأمن العراقية وأمن السفارة الأمريكية، كما يشرح لاري كورب وهو نائب وزير الدفاع سابقا وكان مسؤولا عن جزء كبير من ميزانية وزارة الدفاع.?
?
ويتطلع بعض أعضاء لجنة مكلفة بتخفيض العجز إلى احتساب الأموال التي توفرها الولايات المتحدة من انسحابها من العراق، واعتبارها "توفيرا" يقلل من نسبة الأموال التي يجب أن يقتطعوها من الميزانية.?
?
وتم تكليف لجنة مكونة من مشرعين في مجلسي النواب والشيوخ يمثلون الحزبين مكلفين باقتطاع 1.2 تريليون دولار من الميزانية لتخفيض العجز خلال العقد القادم، على أن تنتهي من عملها الشهر المقبل، لكن اللجنة تواجه صعوبات بسبب عدم اتفاق الديمقراطيين والجمهوريين على مصدر الاقتطاعات. فالديمقراطيون يريدون اعتبار الانسحاب الأمريكي من العراق وكأنه غير مُجدول، أي توفيرا كبيرا، لكن الجمهوريين يقولون إن هذه الأموال هي أموال تقترضها الولايات المتحدة أصلا بسبب العجز، وإن هذه الخطة هي بمثابة تلاعب بالأرقام.?
?
أما برنامج تدريب القوات العراقية نفسه فيتعرض للانتقاد، حيث وصفه تقرير المفتش العام الأمريكي لاعادة اعمار العراق? "بحفره بلا قاع" للأموال الأمريكية. وقال إن فقط 12% من ملايين الدولارات المخصصة للبرنامج سوف تصرف على التدريب نفسه، أما بقية الأموال فستذهب لحماية المدربين الذين يبلغ عددهم مئة وتسعين. أما الميزانية الإجمالية فمعدلها يساوي ستة ملايين دولار سنويا على كل مدرب. وقالت وزارة الداخلية العراقية مؤخرا إنها لا تحتاج إلى البرنامج، مضيفة أنه من الأفضل على الحكومة الأمريكية أن تصرفه على احتياجاتها الداخلية.
ورأى الجنرال المتقاعد مارك كيميت، الذي عمل كنائب وزير الداخلية لشؤون الشرق الاوسط ، أن "الأموال التي ستوفرها الولايات المتحدة "جيدة على المستوى التكتيكي وجيدة للجنود الذين سيعودون الى عائلاتهم في الولايات المتحدة. لكن من ناحية عملية فسيخلق الانسحاب الاميركي فجوة أمنية غير مستعدة قوات الأمن العراقية لسدها وستقوم ايران بملئها."
الحرب في العراق كلفت الولايات المتحدة 800 مليار دولار منذ عام 2003 لغاية الآن أي ثلاثة آلاف دولار في الثانية كما حسبتها صحف أمريكية، بالإضافة إلى مليارات أخرى في الرعاية المستمرة للمصابين ستضطر الحكومة إلى صرفها خلال الأعوام والعقود القادمة. أما ادارة بوش فقدرت حين بدأت الحرب أنها ستكلف 50 إلى 60 مليار دولار فقط.
|