مصر لم ترتب أولوياتها الاقتصادية

[admin]

جانب من ندوة تداعيات أزمة الديون على مصر والبلدان المجاورة (الجزيرة نت)



*

يتوقع تأخر التعافي الاقتصادي بدول جنوب المتوسط بسبب الأزمة الأوروبية، وبخاصة في تونس والمغرب، لأن 75% من تجارتهما الخارجية*مع دول الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من تراجع حاد في ناتجه المحلي الإجمالي.


أما مصر فسوف تتأثر سلبًا ولكن ليس بالحجم المتوقع لكل من المغرب وتونس. صرح بذلك المتحدث باسم المفوضية الأوروبية تمبرانو أريو، مضيفا أن من أهم الأسباب أيضًا التي أدت إلى ضعف تأثير الأزمة الأوروبية على مصر وتونس والمغرب أن أجهزتها المصرفية لم تكن مرتبطة بصورة وثيقة مع المصارف الأوروبية.


جاء ذلك خلال ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية بالقاهرة أمس تحت عنوان "تداعيات أزمة الديون في منطقة اليورو على مصر والبلدان المجاورة".


وأضاف تمبرانو أن أزمة المديونية*الأوروبية تكلف أوروبا الدخول في برامج لصندوق الإنقاذ، وأن المبالغ المطلوبة للإنقاذ سيتم تدبيرها من بعض الدول الأوروبية واليابان والصين وصندوق النقد الدولي، وأن ما دفع الدول الأوروبية* للدخول في برامج إصلاح مالي على مستوى دول الاتحاد هو وقوع نحو خمس دول تحت خط الخطر المالي من الأعضاء وهي اليونان وأيرلندا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا، كما تراجع التصنيف الائتماني لفرنسا.


وتوقع المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي معدلا للنمو لا يتجاوز 0.5%، ومن شأن هذا أن يؤجل التعافي في أوروبا وكذلك دول جنوب المتوسط.


مصر لم ترتب أولوياتها
وأشار* تمبرانو إلى أن الوضع المالي بمصر يعاني من مشكلات بارزة، منها ارتفاع حجم الدين المحلي وعجز الموازنة، وكذلك استمرار التوجهات الحكومية لدعم الغذاء والطاقة، وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي، وأن على مصر أن تتخلص من هذه المشكلات حتى يتحسن وضعها المالي.

"
متحدث أوروبي: يجب على مصر التخلص من مشكلات ارتفاع حجم الدين المحلي*وعجز الموازنة واستمرار التوجهات الحكومية لدعم الغذاء والطاقة وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي
"
وأعلن أن الاتحاد الأوروبي قد حدد خمسمائة مليون يورو مساعدات لمصر بعد الثورة. إلا أن الحاضرين واجهوه بأنها لم تحصل على شئ من هذه المساعدات حتى الآن "فهي مجرد وعود" في حين أن الاتحاد الأوروبي قدم لتونس بالفعل ثلاثمائة مليون مساعدات، فأجاب تمبرانو بأن مصر لم ترتب أولوياتها الاقتصادية*على عكس الوضع في تونس حيث استطاعت ترتيب أولوياتها في زمن قصير.

دعم أوروبا المباح
السفير جمال بيومي طالب المتحدث باسم المفوضية بسرعة وقوف الاتحاد الأوروبي بجوار مصر في أزمتها الاقتصادية من خلال الاستثمارات المباشرة.


وأضاف بيومي بأن ذلك في صالح أوروبا أيضًا وليس في صالح مصر فقط، حيث إن كل يورو استثمار مباشر لأوروبا في مصر يقابله نحو 107 يوروهات واردة من أوروبا.


وجاء رد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بأنه لا يمكن إجبار مستثمر بالمجئ إلى مصر، حيث إنه يعلم أن الأوضاع على الصعيد السياسي والأمني لم تستقر بعد، كما يحدث في اليونان.


وذهبت مديرة المركز المصري للدراسات الاقتصادية*ماجدة قنديل إلى أن الأزمة تحتاج للتفكير بطريقة مختلفة. فدول جنوب المتوسط لديها قوة عمل كبيرة تقدر بنسبة 60% من سكانها بفئة الشباب، وبها سوق كبير، ويحتاج الأمر لاستثمارات كثيفة لاستخدام العمالة. ولكن يلاحظ أن معظم استثمارات أوروبا بالمنطقة تتجه للطاقة، وهو قطاع غير مولد للوظائف بشكل كبير ويعتمد على كثافة رأس المال.