الاتحاد المغاربي ضرورة اقتصادية ومعوقات سياسية
يرى مراقبون أن إحياء الإتحاد المغاربي أصبح ضرورة حتمية ومطلبا ملحا في ظل ما يشهده العالم من تحولات متسارعة وما فرضته المنظومة الاقتصادية العالمية من واقع جديد لا مكان فيه للكيانات الضعيفة الهشة، فالاندماج الاقتصادى المغاربي من شأنه أن يدعم اقتصاديات بلدان الاتحاد ويعزز قدرتها على الانخراط الفاعل في المنظومة الاقتصادية العالمية والتموقع في الخارطة الدولية الجديدة.
لكن الواقع السياسي يعرقل تفعيل هذا الإتحاد على أرض الواقع، ومن أبرزها التوتر القائم بين المغرب والجزائر حيث تعد الحلقة الأصعب في تحريك عجلة الاتحاد المغاربي المتوقفة، كما تعتبر الجزائر البلد الأكبر الذي تربطه حدود مع البلدان الأربعة الأخرى الأعضاء في الاتحاد.
وهبت نسمات الربيع العربي بآثار إيجابية في إحياء اتحاد المغرب العربي، وذلك نتيجة التغيرات التي شهدتها الدول المغاربية، حيث جعلت الدول المغاربية بفضل التطوارت الأخيرة تدخل فضاءا للتفاعل السياسي والتعاون الإقتصادي فهي مرحلة جديدة لإعادة إحياء اتحاد مغاربي تكون ملامحه أكثر وضوحا و أقرب إلى الواقع.
ويقول الخبير الإقتصادي إدريس بنالي لـ"العربية نت"، إنه يجب على دول الاتحاد المغاربي أن يشكلوا وحدة اقتصادية، وإنه الضرورة الإقتصادية لدول المغرب العربي تفرض أن يتكون الإتحاد المغاربي لتعزيز السوق المغاربية.
و يتيح التكامل الاقتصادي فرصا أوسع لإقامة مشروعات كبيرة الحجم التي تتمتع بمزايا الإنتاج الموسع، كاستجابة اتساع السوق المشتركة وتخفيض تكاليف الإنتاج مما يساعد على تزايد النمو الاقتصادي للدول الأعضاء في التكامل الاقتصادي، كما يساهم أيضا في التقليل من المخاطر التي تكون دائما حجر الزاوية أمام المستثمرين الأجانب والمنتجين داخل منطقة التكامل مما يساعد على الرفع من إنشاء المشاريع الاستثمارية والائنمائية التي تحتاجها منطقة المغرب العربي خاصة موريتانيا التي يعتبر اقتصادها من أضعف اقتصاديات بلدان المغرب العربي .
ويضيف بنالي "الدول المغاربية إنتاجها الإقتصادي ضعيف جدا، كما هو معروف عدد دول المغاربية خمسة دول وهي تعتبر قليلة، وضعفها يتجلى أكثر من الناحية الاقتصادية، مقارنة مع أوروبا فالقوة الإقتصادية لدى المغرب العربي تمثل 2,5 في المئة من التجارة الأوروبية. المغرب العربي الآن لا يمثل سوقا مهما الآن بالنسبة لأوروبا وذلك نظرا لانفصال كل دولة باقتصادها الخاص و الذي هوبالتالي ضعيف جدا رغم كل المحاولات في النهوض به.
و يساهم في تحسين شروط التبادل التجاري لتوفير الظروف الأمثل خاصة في مجال الاتفاقات الدولية، مقارنة بما قد يكون عليه وضع هذه الدول منفردة، وذلك على اعتبار أن التكامل يمكن من قيام كتلة اقتصادية واحدة لها القوة والأهمية الاقتصادية على المستوى الدولي، مما يمكنها من اكتساب مزايا أكبر من حيث شروط تعاملها مع الدول الأجنبية.
إن اختلاف الأنظمة السياسية في البلدان المغاربية يعد من أهم معوقات الدخول في أي نشاط مشترك يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تكامل اقتصادي بين دول المغرب العربي، لأن هذه الأنظمة تضع المصلحة الفردية والآنية فوق المصلحة القومية الحضارية البعيدة المدى، فالعلاقات بين دول المغرب العربي مرت بالعديد من الهزات.
كما أن المشاكل السياسية تعد من الأسباب الرئيسية سواء في تأخر تفعيل الإتحاد المغاربي و في انخفاض اقتصاد بلدان المغرب العربي ، وجلعها منعزلة عن المنافسة هكذا كان رأى بنالي حيث يقول إن العائق الأساسي هو التشكيل السياسي لهذه البلدان الذي يعتمد على تشكيل سياسي يرجع للقرن التاسع عشر و الذي يعتمدعلى تنافس هذه الدول فيما بينها بدل من الاتحاد و التنافس مع الأسواق الخارجية.
|