تقرير اقتصادي: اليمنيون يعيشون حالة حرمان شديد في الخدمات ال
صنعاء - عبدالعزيز الهياجم كشف تقرير اقتصادي يمني عن حالة حرمان شديد يعيشها اليمنيون في الخدمات الأساسية, لا سيما المشتقات النفطية والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الضرورية, مشيرا إلى تزايد معدلات التضخم في أسعار بعض السلع والخدمات بنسب تتجاوز 100%.
وأكد التقرير الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بصنعاء أن الإنفاق الحكومي ما يزال هو المحرك الأساسي للقطاعات الاقتصادية المختلفة في اليمن، ما أدى إلى تفشي حالات الإفلاس في أوساط عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسريح آلاف العاملين من تلك المؤسسات والشركات.
وطالب التقرير الذي حصل موقع "العربية نت" على نسخة منه, الحكومة اليمنية بإعادة الإنفاق على البرنامج الاستثماري والبرامج التنموية المتوقفة "لاسيما مع تزايد عائدات الحكومة من النفط خلال الثمانية أشهر الماضية من العام حيث ارتفعت إلى 2 مليار و343 مليون دولار مقارنة بـ مليار و708 مليون دولار خلال ذات الفترة من العام الماضي 2010م" على حد قول البيان.
واتهم التقرير الحكومة اليمنية بالتخلي عن دورها الاقتصادي التنموي في الوقت الذي ما تزال تتلقى عائدات النفط بصورة طبيعية.
وبحسب التقرير فإن "الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة عن معاناة اليمنيين في المشتقات النفطية والكهرباء والمياه"، مشيرا إلى أنه منذ بدء الاحتجاجات في يناير الماضي 2011م لم تتعامل مع المواطنين بشفافية وجدية باعتبارها تدير مؤسسات معنية بخدمة المواطنين بالدرجة الأولى.
وطالب التقرير الذي أعدته نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في الاقتصاد والمال, بالكشف عن الأرقام الحقيقية للاستهلاك المحلي من البنزين والديزل، وعائدات رفع أسعارهما، مشيرا إلى أن "هناك مغالطات كبيرة لاسيما وأن الأرقام المعلنة للكميات المستهلكة محليا لا تنسجم مع حالة الركود الاقتصادي التي يعانيها الاقتصاد اليمني منذ تسعة أشهر، حيث تشير التقارير الحكومية أن كمية النفط المستهلك في شهر أغسطس آب الماضي بلغ 9 مليون برميل".
وأوضح أنه رغم تراجع كمية النفط المصدر من 22 مليون برميل خلال الفترة يناير – أغسطس 2010 إلى 20 مليون برميل خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، إلا أن ارتفاع أسعار النفط عالميا عزز من حجم العائدات المالية لصادرات اليمن.
وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد حذّر من ثورة للجياع إذا استمرت الأزمة الراهنة في البلد ولم يتم التوصل إلى تسوية نهائية وعاجلة.
وشدد هادي خلال لقائه أمس سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن, على أن الشعب اليمني لم يعد قادرا على تحمل المزيد من هذه الأزمة الطاحنة التي أكد أنها شملت النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية حيث وصلت أضرارها إلى جميع فئات الشعب بدون استثناء.. وقال: "نخاف اليوم من ثورة الجياع التي أنتجتها هذه الأزمة".
|