متطوعون من عرب 48 يحصدون الزيتون من أراضٍ فلسطينية عزلها جدا

[admin]

متطوعة تساعد في قطف الزيتون



حيفا - نايف زيداني انطلقت في أراضي 48 حملة تطوعية لمساعدة المزارعين الفلسطينين في الضفة الغربية في حصد الزيتون من أراضيهم الزراعية التي عزلها جدار الفصل. وتأتي هذه الحملة في ظل عرقلة السلطات الاسرائيلية وصول المزارعين إلى أراضيهم، مما يؤدي إلى نقص كبير بالأيدي العاملة وبالتالي فقدان الموسم.

ولا تمنح السلطات الاسرائيلية التصاريح إلا لصاحب الارض فقط، وليس لجميع أفراد عائلته إلا الأطفال منهم، مما يعني أنه لا يستطيع أن يقوم بالقطاف لوحده. وفي الوقت ذاته لا يمكن تشغيل عمال من أراضي 48 الذين يمكنهم الوصول للأرض، وذلك لأن التكلفة ستكون أكبر مما يجنيه من موسم قطف الزيتون.

ويشار أيضا إلى أن هذه الكروم عادة ما تكون عرضة للتخريب والتقطيع أو لسرقة ثمارها من قبل المستوطنين اليهود، خاصة عندما تبدو مهجورة لعدم تمكن أصحابها من الوصول إليها. وبناء على هذه الصعوبات، قررت جمعية الحواكير تنظيم أيام عمل تطوعية لمدة اسبوعيين لمساعدة المزارعين في قرية قفين على قطف الزيتون.

شروط تعجيزية



وقال الخبير الزراعي والاقتصادي مصطفى ناطور، في حديث لـ"العربية.نت"، "إن عرب 48 مرتبطون بعلاقات قوية مع إخوانهم الفلسطينيين في الضفة على المستوى الشعبي والمؤسسات والمزارعين، وهناك تعاون وتبادل خبرات زراعية ساهمت في خروج هذه الحملة إلى حيز التنفيذ".

وأوضح ناطور الذي يعمل متطوعا في جمعية "الحواكير" المختصة بالتنمية المجتمعية في مجال البيئة والزراعة، أنه بعد إقامة إسرائيل لجدار الفصل العنصري بقيت مساحات كبيرة من أراضي الفلسطينيين خارج الجدار ومعظمها مزروعة بأشجار الزيتون .

وأشار إلى أنه "حتى يتمكن المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم فإنهم بحاجة لتصاريح من الإدارة المدنية الإسرائيلية. ولكن هذه الإدارة تشترط أن لا يقل عمر طالب التصريح عن 45 عاما إلا إن كان طفلا، ويجب أن لا تكون هناك مخالفة أمنية في سجله أو في ملف أحد من أقاربه، ويجب أن تكون الأرض على اسمه علما أن معظم الأراضي مسجلة على أسماء أجداد المزارعين، وبالتالي فإن هذه الشروط تعتبر تعجيزية في حالة الفلسطينيين، وهذا متوقع لأن الجدار أقيم أساسا بهدف مصادرة أراضي الفلسطينيين وليس لأسباب أمنية كما تدعي إسرائيل".


إنقاذ الأرض والزيتون



وزاد ناطور بأن "عدم قطف الزيتون بالوقت المناسب سيؤدي إلى تلفه وإلى انخفاض جودته. ورأينا أنه من واجبنا مساعدة إخواننا في التصدي لقرارات الاحتلال وممارساته ولانقاذ الزيتون من الضياع، واخترنا منطقة قفين، التي يقع نحو 6 آلاف دونم من أراضيها الزراعية غرب الجدار، معظمها مزروعة بكروم الزيتون، وعليه بادرنا لدعوة متطوعين لتنفيذ هذه المبادرة التي ستعود بالفائدة على إخواننا في الضفة، وستكون بمثابة وضع أسس لمبادرات مشابهة في المستقبل وستمنحنا التجربة لنتمكن في سنوات قادمة من توسيع نطاق عملنا ليشمل أماكن أخرى".

وانتهى للقول بأن المبادرة التي انطلقت في الأيام القليلة الماضية بمشاركة عدد من المتطوعين، ستساهم في حفظ أراضي الفلسطينيين الواقعة خارج الجدار من المصادرة والاعتداءات تحت ذرائع مختلفة من قبل المؤسسة الإسرائيلية.


عائلات تعتاش على الزيتون



من جانبه، أكد رئيس لجنة المزارعين في قفين عزمي هرشة أن حوالي 100 ألف شجرة زيتون تابعة لأهالي قرية قفين موجودة خلف الجدار ومزروعة على أكثر من 5 آلاف دونم.

وأضاف أنه "عدا عن مشاكل وصعوبات الحصول على تصاريح لأصحاب الأراضي، فإن من يتمكنون من الحصول على تصاريح ممن تجاوزت أعمارهم الجيل المحدد من قبل إسرائيل، يحتاجون في كل يوم إلى قضاء أربع ساعات على الطريق بين ذهابهم إلى الأرض وعودتهم منها، أي ساعتين في كل اتجاه، وهذا بسبب وجود الجدار الذي يمنع الوصول المباشر إلى الأرض".

وأشار هرشة إلى أن "هناك عائلات فلسطينية كثيرة تعتمد في معيشتها على موسم قطف الزيتون، والممارسات الإسرائيلية تتسبب لها بمعاناة كبيرة، كما تتسبب بتلف أشجار الزيتون. ومن أصل 100 ألف شجرة زيتون في أراضي قفين بقيت فقط 50 ألف شجرة صالحة، في حين احترقت باقي الأشجار إما بفعل فاعل أو لعوامل طبيعة ونتيجة عدم تمكن المزارعين من العناية بها".