منتدي q8-one.com  

العودة   منتدي q8-one.com > ۝ المنتدى الإسلامي ۝ > منتدى نور الإيمان

منتدى نور الإيمان كل مايخص الدين الحنيف بدون تعصب او تحيذ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 2010-08-28, 11:26 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

وجوب الإيمان بأسمائه

وقد اتفق السلف الصالح على أنه يجب الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى ، وما دلت عليه من الصفات ، وما ينشأ عنها من الأفعال ، فمثلاً : اسم الله القدير يجب الإيمان بأنّه سبحانه على كل شيء قدير ، والإيمان بكمال قدرته ، والإيمان بأنّ قدرته نشأت عنها جميع الكائنات .



__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #102  
قديم 2010-08-28, 11:27 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

كيف يحصي المسلم أسماء الله الحسنى (1)

ورد في الحديث الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى ، فقد وعد من أحصاها بدخول الجنة .
واختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحصاها " .
قال الخطابي يحتمل وجوها ً :
أحدها : أن يعدّها حتى يستوفيها بمعنى أن لا يقتصر على بعضها فيدعو الله بها كلها ، ويثني عليه بجميعها ، فيستوجب الموعود عليها من الثواب .وهذا الوجه هو الذي اختاره البخاري ، فقد فسّر الإحصاء بالحفظ ، وذلك لورود رواية أخرى فيها " من حفظها " .

ثانيها : المراد بالإحصاء الإطاقة ، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها ، وهو أن يعتبر معانيها ، فيلزم نفسه بموجبها ، فإذا قال : " الرزّاق " وثق بالرزق ، وكذا سائر الأسماء .
ثالثهما : المراد بها الإحاطة بجميع معانيها .
وقيل : أحصاها عمل بها ، فإذا قال : " الحكيم " سلم لجميع أوامره وأقداره ، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة .

وقال ابن بطال : طريق العمل بها :
1- ما يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم ، فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها ، يعني فيما يقوم به .

2- وما كان يختص به نفسه كالجبار والعظيم ، فعلى العبد الإقرار بها ، والخضوع لها ، وعدم التحلي بصفة منها .

3- وما كان فيها معنى الوعد يقف فيه عند الطمع والرغبة .

4- وما كان فيها معنى الوعيد يقف منه عند الخشية والرهبة .

والظاهر أنّ معنى إحصائها حفظها ، والقيام بعبوديتها كما أنّ القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل جاء في صفة المرَّاق من الدّين أنّهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم . (2)
----------------------------

(1) راجع في هذا الموضوع : معارج القبول : 1/84 . وما بعدها .
(2) يقول أ . د . عمر الأشقر : تبين لنا بعد أن توسعنا في دارسة هذا الموضوع في كتابنا ( أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة ) أن القول الراجح في معنى ( أحصاها ) : حفظها .
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #103  
قديم 2010-08-28, 11:28 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

سرد أسماء الله تعالى
ولعلّ ابن حجر العسقلاني قد قارب الصواب عندما عدّ تسعة وتسعين اسماً آخذاً إياها من القرآن الكريم ، وبذلك يوافق حديث أبي هريرة في عددها ، ونحن نسوقها كما سردها :

5- الرحمن ... 4- الواحد ... 3- الإله ... 2- الرب ... 1- الله
10- المؤمن ... 9- السلام ... 8- القدوس ... 7- الملك ... 6-الرحيم
15- الخالق ... 14- المتكبر ... 13- الجبار ... 12- العزيز ... 11- المهيمن
20-الظاهر ... 19- الآخر ... 18-الأول ... 17-المصور ... 16-البارى
25-العظيم ... 24-العليّ ... 23-القيوم ... 22-الحي ... 21-الباطن
30- الشاكر ... 29- الحكيم ... 28-الواسع ... 27-الحليم ... 26-التواب
35- القدير ... 34- العفو ... 33- الكريم ... 32- الغني ... 31- العليم
40- المولى ... 39- البصير ... 38- السميع ... 37- الخبير ... 36-اللطيف
45- الحسيب ... 44- الرقيب ... 43- المجيب ... 42- القريب ... 41- النصير
50- المحيط ... 49- المجيد ... 48- الحميد ... 47-الشهيد ... 46-القوي
55- القهار ... 54- الغفّار ... 53- المبين ... 52- الحقّ ... 51- الحفيظ
60- الرؤوف ... 59- الغفور ... 58- الودود ... 57- الفتاح ... 56- الخلاق
65- المستعان ... 64- المقيت ... 63- المتعال ... 62- الكبير ... 61-الشكور
70- القائم ... 69- الولي ... 68- الوارث ... 67- الحفي ... 66- الوهاب
75- الحافظ ... 74- البر ... 73- القاهر ... 72- الغالب ... 71- القادر
80- الوكيل ... 79- المقتدر ... 78- المليك ... 77- الصمد ... 76- الأحد
85- الأعلى ... 84- الأكرم ... 83- الكافي ... 82- الكفيل ... 81- الهادي
90- شديد العقاب ... 89-قابل التوب ... 88-غافر الذنب ... 87- ذو القوة المتين ... 86- الرزاق
95-بديع السماوات والأرض ... 94-فاطر السماوات والأرض ... 93- سريع الحساب ... 92-رفيع الدرجات ... 91-ذو الطول
... 98 ، 99 – ذو الجلال والإكرام ... 97-مالك الملك ... 96-نور السماوات والأرض
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #104  
قديم 2010-08-28, 11:28 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

خواص أسماء الله الحسنى

ذكر الشيخ حسن البنا في كتابه : ( العقائد ) (1) ، أن بعض النّاس يذكر لكلّ اسم من أسماء الله تعالى خواصّ وأسراراً تتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز ، وقد يغالي بعض الناس فيتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم خادماً روحانيّاً يخدم من يواظب على الذكر به .ويذكر أن بعض النّاس يدعي أن اسم الله الأعظم سرّ من الأسرار ، يمنح لبعض الأفراد ، فيفتحون به المغلقات ، ويخرقون به العادات ، ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس .


وهؤلاء الذين أشار إليهم الشيخ قالوا بغير علم ، ونطقوا بأمور لم يأت بها نص صحيح من كتاب ربنا ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كان كذلك فلا اعتبار له ، ولا حجّة فيه ؛ عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كُلّ عملٍ ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ ) .وهذه الأقوال والادعاءات فتحت الباب للخرافة ، فبذلت الجهود وضاعت الساعات في سبل خاطئة ، وحصل من ذلك ضلال كبير .والفضيلة التي نصّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لاسم الله الأعظم أنه إذا دعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعطى .

---------------------------
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #105  
قديم 2010-08-28, 11:29 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

فائدة العلم بهذه الأسماء

أمّا الفوائد الحقيقية التي يجنيها المسلم من هذه المعرفة بأسماء الله وصفاته فيمكن أن نوجزها في عدة أمور :

1- التعرف على الله سبحانه وتعالى ، فأسماء الله وصفاته هي أعظم وسيلة تعرفنا بربنا سبحانه وتعالى ، وبدون ذلك سيبقى الإيمان بالله فكرة غامضة لا تعطي ثماراً طيبة ، وقد فصّلنا القول في صفاته وأسمائه فيما سبق ، ولله الحمد والمنة.

2- تمجيده والثناء عليه بأسمائه وصفاته ، وتمجيد الله بأسمائه وصفاته أعظم ما نمجد الله به ونثني عليه به ، وهو من أعظم الذكر الذي أمرنا به في قوله : ( يا أيَّها الَّذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ) [ الأحزاب : 41 ] .

3- دعاؤه بأسمائه وصفاته ، كما قال : ( وللهِ الأسماءُ الحسنى فادعوه بها ) [ الأعراف : 180 ] . وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة أنّ واحداً من الصحابة دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أجاب .

4- زيادة الإيمان : فكلما علم العبد شيئاً عن الله وصفاته ازداد إيمانه .

5- الشعور بالقوة والثبات ؛ لأن العبد يركن إلى القوي القادر الغالب .

6- تعليق القلب بالله ، فالذي يعلم أن الرزق من عند الله يطلب منه الرزق ، والذي يعلم أن الله جبار يخاف منه ، والذي يعلم أن الله عليم يراقبه …وهكذا .


7- الأجر العظيم الذي نحصله من وراء هذه المعرفة ، فتعلم هذه الأسماء والصفات أشرف ما يمكن أن يدرس ، وتعلمها وتعليمها خير عمل يقام به .



نماذج من تمجيد الرسول عليه السلام لربه وثنائه عليه ودعائه له :

أحب أن نسوق نماذج من الكلام النبوي فيه تمجيد وثناء وحمد الله بأسمائه وصفاته ، ودعاء له بها علاوة على ما تقدم :

1- عن أبي هريرة : أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت . قال : ( قل : اللهم عالمَ الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، ربّ كلّ شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ) . رواه الترمذي وأبو داود والدارمي . (1)

2- عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : ( ربّنا لك الحمدُ ، ملءُ السماوات والأرض ، ومِلءُ مَا شِئْتَ من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحقّ ما قال العبدُ ، وكُلّنا لك عبدٌ ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدّ ) . (2)

3- عن ثوبان – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ، وقال : ( اللهم أنت السلامُ ، ومنكَ السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) . (3)

4- عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : ( لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ ، لا إله إلا الله ربّ العرشِ العظيم ، لا إله إلا الله ربّ السماوات وربّ الأرض ، ربّ العرش الكريم ) . (4)


5- عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبّ الكلام إلى الله أربعٌ : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت ) وفي وجه آخر : ( أفضلُ الكلام : سُبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) . (5)


6- وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمنِ : سبحان الله وبِحمدِهِ ، سُبْحانَ الله العظيم ) . (6)
------------------------

(1) مشكاة المصابيح : 1/734 . ورقمه : 2390 .
(2) رواه مسلم : 1/347 . ورقمه : 477 .
(3) رواه مسلم : 1/414 . ورقمه : 592 .
(4) صحيح البخاري : 11/145 . ورواه مسلم : 4/2093 . ورقمه : 2730 .
(5) رواه مسلم : انظر مشكاة المصابيح : 1/706 ، ورقمه : 2294 .
(6) رواه مسلم : 4/2072 ، ورقمه : 2694 .


__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #106  
قديم 2010-08-28, 11:33 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي


سوف اعرض هنا مقالة وشرح مفصل لصفة من صفات الله عز وجل
الا وهى الوكيل

اسم الله الـوَكيل (1)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبهِ أجمعين، الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعله لقاءا مباركاً مرحوما، اللهم آمين.

لازلنا في أسماء الله، واليوم إن شاء الله الاسم الذي سنتكلم عنه هو اسم الوكيل، الآن كما تعلمون أن أسماء الله ـ عز وجل ـ كلها لها علاقة معاً ومرتبطة ببعض، وأسماء الله ـ عز وجل ـ كلها تُسَددِ في نَفسِ الإنسان ثغرات متَّصلة بِبَعض، وكما تعلمون أن الله ـ عز وجل ـ عرَّفَ نفسهُ إلى عبادهِ من أجل أن تستقيم حياتهم ويفهموا ما هو المُراد من عَيشِهم، وذكرنا في قواعد في بناء النفس القاعدة الأولى التي تعتبر أهم القواعد في التعامل مع الحياة : أن ابتلاءك في الحياة ليس اختباراً لقوتك الذَّاتية إنما اختباراً لقوة استعانتك.
وهذه بالنسبة لَنا قاعدة ذهبية، على أساسها تختلف تعاملاتنا مع الحياة، يعني إذا فهمت أن حياتك وممارستك للحياة عبارة عن اختبار لقوتك الذاتية، فمــــاذا ستفعل؟ ستصارع بنفسك، ستدافع بنفسك، ستدبر نفسك،ستتخيل أنك أنت المسئول عن تدبير نفسك، هذا لو تصورت أن الاختبار واقع في قُواك الذاتية، لكن لو فَهِمت أنه أنت أصلاً ليس لك قُوى، وهذا الكلام ليس وَصفَنا لأنفُسِنا، إنما هو وصف الله ـ عز وجل ـ لعبادهِ، في أوائل سورة الإنسان قال الله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} ما بهِ؟ ما وصفهُ؟{لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } مرَّ علينا دهراً طويل لسنا بشيء، وسيمر على العالم دهر طويل ونحن لسنا فيه، فأنت الآن كما وصفكَ الله في سورة النساء{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } فكونك تفهم أنه أنت لستَ الوحيد الضَّعيف، لأنه أحياناً أحد يقول : أنا ضعيف الشخصية، أنا ضعيف ..." نقول : (( لا )) لست أنت الضَّعيف فقط، بل كل النَّاس خُلِقوا ضُعفاء، لكن في شخص يَلتقط لنفسهِ صورة خارجية أنه قَوي ويقوم بتمثيل هذا الدُّور، وهناك شخص يكتشف أنه ضعيف لكن ما يَعرف ما مصدر قوته، وآخر يعرف ما مصدر قوتهُ، فأنت اختبارك ليس في قواك الذاتية، فأنت ليسَ لك قوة ذاتية، إنما اختبارك في قوة استعانتك، قَوة الاستعانة هذه كيـــف تأتي؟ == > تأتي بقوة المعرفة عن الله، يعني أنت الآن لمَّا تريد أن تذهب إلى طبيب، والناس يمدحوا لك هذا الطبيب، فتذهب وأنت قلبك ممتلئ بهِ ثقةً، أنا أقول هذا الكلام في الأوضاع العادية، يعني الناس العادية لمَّا أنت تُخاطبهم وتُوَثِّقُهم في طبيب، فيذهبوا له وهم به واثقين، من أجل ذلك يذهبون له وهم مرتاحون، الآن نحن ما مشكلتنا مع الله ـ عز وجل ـ، لمـــاذا لا نستعين به ؟؟ لأننا لا نَعرفهُ، ولم يأت أحد فَيُثني عليه عِندنا، لِذلك ما امتلأت قلوبنا ثقةً بهِ، ولذلك ما استعنا بهِ، فالجهل الآن بالله هو الذي سَبَّبَ ضعف التعلق به، هو سَبَّبَ إلى أن نأتي إلى دَورَنا الحقيقي الذي يجب أن نقوم بهِ ونتركه، لأنه أنت لو اعتقدت أن أنت لك قوة مــاذا ستفعل في نفسك؟ ستبقى طوال الوقت تُصارِع، مُتخيِّل أنه أنت بقواك الذَّاتية ستفعل، لست متصور أن المطلوب منك هو قوة استعانتك، طيب، عندما يُقال لك: لابــد من أخذ الأسباب، والشَّريعة أمرت بالأخذ بالأسباب ؟!! ماذا نقول؟ نقول : نعم، أخذ الأسباب هو قلب الاستعانة، لكــــن كيف آخذ الأسباب؟ أولاً لابد من الاستعانة بالله أن يُهيأ لي الأسباب، أصلاً هذه الأسباب أنت ماذا تعتقد بها ؟؟ أليست هذه الأسباب من عطاء الله؟ نعم، هي أصلاً من عطاء الله، يعنى لو تعاملتِ باسمه ((الفتاح)) مثلاً، أولاً هذا الاسم ما معناه؟ من معانيه أنه سبحانه وتعالى يفتح مغاليق أسباب الخير، و أنه يفتح مغاليق القلوب،فأنت لو جئت تكلميني عن الأسباب، سأقول لك : نعم، أنا أعلم أن الله خلق الكون على مبدأ التَّسبب، ولا يوجد شيء إلا وله سبب، لكـــن أيضاً اعلم هذه المعلومة المهمةأن الأسباب هذه مُلك لله ـ عز وجل ـ ، مـــاذا تعتقد؟ هل تعتقد أن الأسباب تَسبق الله أم تعتقد أن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء؟ بل الله ـ عز وجل ـ الأول الذي ليس قبله شيء، إذاً كل الأسباب أنا أتوسل إلى الله الفتاح، الأول أن يرزقني إياها، وأن َيفتحها علي، وأن َيشرَح صدري للتَّعامل معها، وأن ينفعني بها، وبعد ذلك تأتيك آية واضحة تقول لك{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذا نظرت إلى حقيقة المسألة ستجد أن البذرة والماء والحول والقوة التي عندك، هذه كلها من عند الله، ثم مَن فَالق الحَّب والنَّوى؟ ومَن مُخرِج الثَّمرات؟ ستجيب نفس الإجابة، إذاً من الذي على الحقيقة يزرعه؟{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذاً قوة تعلقك بالله معناها أن تتعلق به أن يُهيأ لك الأسباب، تتعلق به أن ينفعك بالأسباب، تتعلق به أن يُعطيك نتائج الأسباب، فلا تتصور أن اختبارك في قُواك الذَّاتية، بل كل اختبارك دائر في قوة استعانتك به، لكــــن لمــاذا لا نستعين؟ لِضَعفِ معرفتنا به، فضعف المعرفة يُوَلِّد ضَعف الثِّقة به، ثم تَشعر أنك ممكن أن تُدَبِّر نفسك أحسن من تدبير الله، يعني بَدل ما تَحمل كل هُمومك وتَضَعها عِندَ بَابِ الله، تقوم تشعر أنك لابد أن تقوم بتدبير شأن نفسك، وبعد ذلك تقوم تَقنَع نَفسك وتقول : ربنا قال خذوا بالأسباب..." نعم لمَّا ربي قال لك خذ بالأسباب، أمرك أولاً أن تَنزِع قلبك إليه،{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} في نفس الحالة،{ فَإِذَا عَزَمْتَ } هذا فعل ماذا البدن أم القلب؟ القلب، ما معنى [ إذا عزمت ]؟ يعني إذا اجتمعت إرادتك، مثلاً : قررت غداً أن تستضيف أصدقائك، وغداً هو اليوم المناسب، خلاص عَزَمت وهو الذي على تعبيرنا قررت، في هذه اللحظة، لحظة اتخاذ القرار وليس في لحظة تنفيذه بل في لحظة اتخاذه، مـــاذا تفعل؟ تتوكل على الله، والأمر صريح أنه وقت ما تَعزِم على الأمر، وقت ما تريد أن تؤدب أولادك، وقت عزمك على هذا، مــــــاذا تفعل؟ توكــل على الله، إذاً معنى هذا أنك قبل ما تكلمني عن أسباب تحقيق مُرادك، وعن أسباب تأديب أولادك، وعن الأسباب التي تُنجِح لك موقفك مع ضيوفك غداً، كل هذا قبل ما تكلمني عن الأسباب == > افزع إلى الله، فهو نِعمَ الوكيل، نِعمَ من وَكَّلت، يعني أنت عزمت الآن، فإذا أَردْت
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #107  
قديم 2010-08-28, 11:34 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

التَّنفيذ كأنك تُوكِّل عَنك من يُنفذ، فهو سبحانه وتعالى وكيلٌ على عباده، ما معنى أنه وكيلٌ على عبادةِ؟ يعني تَكفَّلَ أن يُدبِّرهُم أَحسًن تَدبير ويُصلِحهُم أحسَن إصلاح، ويَشرَح صُدورَهم ويُيَسَّر أمورهم، لكــن العَجَبْ أن تَجدهُ وكيلاً للعباد، عالماً بأحوالهم، وهو العزيز الذي أمره ينفذ ولا أحد يرده، كل هذه الصفات فيه، وبعد ذلك لا نتخذه وكيلا، يعني هذا عَيب في التفكير، لأنه أنت لمَّا يأتي أحد يقول لك : هذا وكيل العمارة " ما معنى وكيل العمارة؟ يعني الذي يهتم بشئونها ويراعيها ويراجعها، ولازم منه أن يعرف تفاصيل الذي فيها، فَمَهما كنت تَثِق أن هذا سَتُوَكِّلُهُ على عِمارَتك ويأتي لك بنتائج جيده، مهما كان، لكنه لابد أن يكون فيه نقص وعيب، لكــن أنت تقول : الحمد لله أن ربي رزقني هذا وكيل، أحسن من أني أنا أقوم بمتابعه أموري ..." وهذا وهو جاهل، ناقص العلم، ينام، ضعيف الإرادة، ضعيف القدرة، ليس كل ما يريده يحصل، فكيف بمن لا تأخذه سنة ولا نوم، فكيف بمن هو على كل شيء قدير، فكيف بالعزيز الذي إذا أراد أمر أنفذهُ ولابد، كيف لا يُتَّخذ وَكيلا ؟!! ثم إذا لم تتخذه وكيلا مــــاذا فعلت بنفسك؟ أَهلَكتَ نَفسك، لأن أنت تقول في أذكار الصباح والمساء ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ، وفي رواية أحمد ( إن تكلني إليها تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة ) يعني أنا لو جئت دبَّرت نفسي، مــاذا يكون ناتج التدبير؟ سأُضيع نفسي، أو أدبر تدبير يَظهَر فيه عَواري، أو أَدبِر تَدبير أقع فيه بذنب، أو أدبِّر تدبير يحصل مني فيه خطيئة، إذاً هذا تدبيرك لنفسك، فلماذا تقتنع بنفسك برغم أنك أنت جَربتَها، و رأيت كيف أنك لمَّا تدبر لنفسك ماذا يحصل لك.
إذاً أنت لابد أن تتصور ضعفك، هذا أول وصف لك، وليس ضعفك أنت فقط، بل أنت وكل الناس الذين حولك، فلا تتشبث بأحدٍ من الخلق، فكلهم على حدٍ واحد لهم واصفٌ واحد وهو الفقر{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فكلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم، فإذا كانوا كلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم فلمـــاذا تُعَلِّق نَفسَك بالفقراء ؟!! و لمــاذا تَنتَظِر مِنهُم إمدادَك، وتنتظر مِنهُم إسعادك ؟!! لا تنتظر منهم، إنما الإيجاد من الله و الإعداد من الله والإمداد من الله والإسعاد من الله، ألست تعلم أنه هو أضحك وأبكى، فإذا كان هو الذي أضحك وأبكى تَوَسَّل إليه أن يَشرَح صدرك وأن يُهَدِّئ نفسك، وأن يَجعلك ترضى عنه، فمن رضي فَلَهُ الرِّضا، طيب أنت مـمكن تقول: هو وكيلي وأنا وَكلتهُ ومع ذلك يأتيني في مواطن كثيرة شيء أنا ما أرغبه .." نقول : هذا الذي لا ترغبه أنت في أول لحظة تتصور أنك لا ترغبه، لكن إذا استسلمت له ورضيت عنه كشَفَ لَك ما يُثَبِّتَك على رِضاك، لأن العَبد جاهل بما يُصلح نُفسه، وأنا اضرب لكم مثل في تعاملنا مع أبنائنا: الآن ألسنا نُدَبَّر لأبنائنا ما نَراهُ فيه صَالِحُهم، هل كل ما نراه فيه صالحهم يناسب آرائهم وأفكارهم؟ كلكم تتفقوا أنه (( لا )) وقد يأتي قرار يكون ما فيه مصلحة إلا لهم أمَّا أنا خارج المصلحة، ويَنزُل عليهم هذا القَرار مثل الصَّاعِقة، ويَردُوه ويَدفَعوه بِكل ما يَملِكون مِن قُوة، وأنا أنظر إليهم مُستَعجِبة، يعني أنا من سأدفع ثمن هذا القرار، وأنا من سأتعب، وأنتم المنتفعين، فما بالكم تدافعون ما ينفعكم ؟! لمـــاذا تدفعوا شيء أنا متأكدة أنه سينفعكم ؟!! أنت ستقول لقصور عقولهم، ما يفهموا، ونحن دائما نقول لنفسنا : غدا يكبروا ويفهموا .. " فالرَّب سبحانه وتعالى الكامل يُعاملك بنفس الصورة، ولمَّا وَضَعَ تَحتَك سفهاء، يعني أنت كبير وهمً صِغار سُفهاء، من أجل أن تفهم نفس الصورة، من أجل أن تفهم أنه لمَّا تأتيك أفعال الله، لابد أن تؤمن أنه حكيم، ثم تَتَريث وتَنتظر ، وأنه لا يمكن أن يأتي من عند الله إلا الخير، لكن المهم == > من رضِيَ فَلهُ الرضا، ومن سَخِط فَلَهُ السِّخَط.
سَخَط الله ـ عز وجل ـ عندما ينزل على أحد يجعل العبد يَنقَلب، فكل ما يكون خيراً ينقلب في تصوره فيصبح في تصورهُ شراً، إذاً العبد لو وَكَّلَ ربه لابد أن يقع في قلبه الثقة، لأن الله ـ عز وجل ـ موصوف بالكمال فما يأتي منه إلا كل خير، لكن نُفوسنا هي التي فيها أمراض تحتاج إلى علاج وأنت تعلم أننا لو أردنا أن نعالج أبداننا نذهب للطبيب وممكن يقول الطبيب : أن المسألة فيها شَق، فيها عمليه .." أنت الآن وأنت ذاهب للعميلة أو حامل ابنك للعملية، مــاذا تشعر؟ تشعر أنك ستهلكه أم أنك ستذهب به إلى الشفاء ؟ بالطبع ستذهب به إلى الشفاء، بالرغم أنك أنت فَاهم أنهم سيشقون بطنـه وسيفعلون ويفعلون، فأحياناً النَّفس هذه فيها أمراض لن تُشفى إلا بِمِشرَط، لن تشفي إلا إذا أتاك من الأقدار ما تؤلمك فَتُخرِج مِن نَفسِكَ المَرض.

إذاً الآن اسم (( الوكـيـــل )) متى نحتاجه؟ بِعَدَدِ أنفاسَنا، نوكلهُ يدبر شؤوننا، وأنت الآن تعلم أنك طوال الوقت تتقلب في التدبير، تُدَبِّر نَفسك، تُدَبِّر أولادك، تُدَبِّر أَكلَك، تُدَبِّر ضُيوفك، تُدَبِّر بيتك، طوال هذا الوقت كل ما كَثُرَت حاجَتَك للتَّدبير كُلما كَثُرت حاجتك لاستعمال اسم الوكيل.
سنرى قصة وردت في البخاري تُبَيِّن التَّعامل مع اسم الوكيل، من عَجيب ما قصه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بني إسرائيل في هذا الباب، ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فأتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر
يعني هذا الآن استلف من صاحبه، أخذ المال وذهب إلى بلد آخر، وانتهى وقضى حاجته، فجاء الوقت الذي يجب أن يرد فيه المال، فلمَّا بحث عن مركب ينقله من تلك الجزيرة إلى هنا لم يجد، فأخذ خشبتاً فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، الذي هو الدَّين الذي عليه، يعني مَسَك هذه الألف دينار ولَفَّها بالصحيفة ثم وَضعها في خشبه ثم أدخلها في زجاجة.
فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا ( صحيح وقد علقه البخاري في أماكن من صحيحه 1498 ، 2063 ، 2291 ، 2404 ، 2430 ، 2734 و 6261)
.الآن لو وَكَّلت الله ـ عز وجل ـ بأمر حتى لو كان بينهم مثل هذه البُحور سيوصلهُ الله ـ عز وجل ـ لصاحبهِ، يعني لا أحد ثاني أخذ الخشبة، ولا أحد ثاني فتح الورقة، ولا أحد ثاني استلم هذه الدنانير، وهذا مما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصص بني إسرائيل، و وردت في صحيح البخاري، فهو جعل الله ـ عز وجل ـ عليه وكيلاً ونعمَ الوكيل، بيدهِ الأمر، بيدهِ مقاليد كل شيء، الآن أنت استوعب هذا المفهوم، أنه أنت لمَّا اتخذته وكيل، وَكلته على أَمرِك، يعني قلت : يا رب دَبِّرني أنا عاجز لا أستطيع أن أدبر شأن نفسي .." ننظر الآن ما صفاتهُ؟ على كل شيء قدير، بكل شيء عليم، حكيم، رحيم، فلمَّن يدبرك سَيُدَبِّرك بهذه الصفات، فأنت الآن لمَّا تأتي ويكون قوة تعلقك بهِ، يعني لمَّا تتخذه وكيلاً على الحقيقة ويكون قوة تَعلُقك به صادقه لا يمكن أن يَخذِلك، لكــن لابد أن تتصور أن المسألة تحتاج إلى توحيد، يعني مــاذا[ توحيد في التوكيل] ؟ أنه أنت ما تتخذ غيره وكيلا، أصلاً الله ـ عز وجل ـ يختبرك، وقت ما يتعلق قلبك به توكلا عليه، يأتك من الناس من يقول لك : تعال أنا أفعل لك، تعال ترى أنا عندي واسطة، تعال ترى أنا أفعل كذا وكذا أو أنا عندي كذا وكذا ..." أنت ستقول لي أن هذه من الأسباب، نقول : قبل أن تقفز إليها، لأن هذه ممكن يكون اختبار وليست أسباب،فقط اختبار، فأنت ألان من أجل أن تعرف تفرق، يجب عليك قبل أن تقفز إليها تعلق بهِ سبحانه وتعالى، واستعن به، و استهده، أخذه يا رب أم لا آخذه، استخير، المهم أنك أنت تعلم أنك لمَّا توحده بكونه وكيل لك، تأتيك البلاءات، والصعوبة كلها في أن تجعلهُ وَحدَهُ وَكيلك، لأن في مواقف تَجد نَفسَك أنك أنت عاجز، لكـــن في مواقف أَجِد نَفِسي فيها قوة، فتخيل لمَّا تكن نفسك فيها قوة أن تُدَبر نفسك، وتأتي تقول : أنا مُعتاد أن أفعل هذا الأمر،وأنا طوال عمري أقوم به وهذه ليست المرة الأولى أقوم بهِ...." يعني نفسك ستكون حاجز بينك وبينَ أن توكل الله، لأنا نحن اتفقنا سابقاً أن خبرتك نقطة بلائُكَ، بمعنى أنه كلَّما ازددت خبرة في أمر، مـــا الذي يحصل لك؟ كلما زادت ثقتك في نفسك وكلما شعرت أنك في غنى عن الاستعانة بالله، وهذا ما هو إلا خُذلان، فكلما ازددت خبرة قَلَّت استعانتك بالله ـ عز وجل ـ ثقةً بنفسك، مع أنك في أذكار الصباح والمساء تقول ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) يعني أنت تقول يا رب لا تجعلني أدبر نفسي ولا بمقدار طَرفة عين، يعني ولا حتى في اقل الأمور، وفي أول الدعاء تقول ( أصلح لي شأني كله ) أنت يا رب أصلح لي شأني كله، دبرني واجعله صالحاً لي، وبعد ذلك لو تأملت في [ أصلح لي شأني كله ] وفهمت ما معنى الصًّلاح وما معنى أن تكون صالحاً، فهمت أن [ أصلح لي شأني كله ] ليس معناه أنه يجب أن يوافق هواك، لا، يعني يا رب دَبرني في شأني ما يَزيدَني صَلاحاً أن أُجاوِرَك في جَنَّتَك، لأن ما معنى " هذا عبدٌ صالح " صالح لمــاذا؟ يعني عبدٌ صالح لمجاورة الله في الجنًّة، فالعِباد يَصلِحونَ للمجاورة بعد أن يُصلِحّهم الله، فأنت تقول ( أصلح لي شأني كله ) يعني أجري عليَّ في شئوني وتدبيري ما يجعلني، صالحاً لمجاورتك، ثمًّ بدأت بِدَفعِ عَدوَّك الأكبر الذي لو تُرِكتَ له لفسدت، (ولا تكلني لنفسي طرفة عين ) وفي رواية لأحمد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها : ( إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورةٍ وذنب وخطيئة وأني لا أثق إلا برحمتك) فهذا كلام واضح أن العبد إذا اتَّكل على نفسهِ في تدبير شؤونه ضَــــاعْ.
نحن اتفقنا أن النسيان هذا أمر طبعي وعادي، و من أجل ذلك قال الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55، يعني أنت مثل هذه المفاهيم لن تستملك قلبك من أول ما تسمعها، وأنت تسمعها أول مرة تكون كأنها خاطر، ثم مع تكرارها تَتشبع بها، ثم مع تكرارها والصَّدق في إرادة التمسك بها فالله ـ عز وجل ـ يسددك في المواقف، التسديد ما يأتي إلا من عند الله ـ عز وجل ـ لكن مِثل هذا ما يَنفع فيه إلا الإعادة والزيادة حتى يتشبع قلبك، وكلما زِدَّت كلما زادت عدد المواقف التي تُوَفَّق فيها، لكن ليس من مره واحده، خلال اليوم كل ما زِدَّتَ سَماعاً عن وصف الله، كل ما زدَّتَ لجوءاً له، قَلَّت عَدد السَّاعات التي ينفصل فيها قلبك عن اللجوء لله، نحن تأتينا ساعات ولحظات ودقائق تنفصل فيها قلوبنا عن التعلق بالله، كل ما ازددت ذكراً كلما تذكرت بالعلم، وكلما فهمت عن صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ كلما قلًّت هذه الساعات التي ينفصل عقلك فيها عن ذكر الله عز وجل.
أنت عندما يُمكِّنَك الله يعني يُصبح عندك خبرة مــــــــاذا تفعل؟ أولاً ذَكِّر نفسك أنك لم تكن تعلم وأن الله علَّمك، لابد أن تُذكر نفسك بأُصولك، يعني أنت لو ما فعلت هذا ستدفع الثَّمن قريباً، مِثل أي واحد، مثلا : في النساء، تكون وحده متمكنة من طبختها، ومتمكنة من هذا الفعل، فتقول لها : افعلي لي كذا و كذا .. " فهيَ ترد تــقول : هذا أمر سهل، فقط أعطيني ربع ساعة، ..." مثل هذه ماذا يفعل الله بها؟ في الغالب أن الله يَخذلها، يخذلها تأديباً، لأن هيَ نَكَبَت نَفسها، نكبت نفسها بماذا ؟ بأنها شعرت بقوة قدرتها، ولأن الله تعالى يعاملك بحلمهِ، فأنت أمام الناس تتكلم تقول : هذا الشيء سهل عليَّ وأنه هذا الأمر مثل شربة الماء..." ويتركك الله ـ عز وجل ـ ويعاملك بحلمهِ، لكـــن كلما ازددت عِبادةً وطاعةً كُلما تَأَدَّبتَ بِسُرعَة قَبل ما تَفلِت، وهذه كلما أتت بسرعة كلما دلَّ على أنك من الله قريب، طيب خلاص أنا تمكنت من الشيء، أولاً دائماً ذَكِّر نفسك أن الله علمك، ثم اعلم أن هذا الذي تمكنت منه ممكن بكل سهوله تأتيه عوائق لا تستطيع أنت أن تصلحها، قليل صداع يأتيك في رأسك ما تستطيع أن تنظر على الجهاز، أو الناس الذين يشتغلوا على النت وواثقين أنهم سيرسلوا أغراضهم ، ففي لحظة وحدة ينقطع النَّت، وأحياناً تقول: انقطع من عندي، سأذهب إلى الجيران .." فيكون الكيبل في البحر الأحمر انقطع، هذا الكيبل لمَّا انقطع مرتين وراء بعض في سنتين وراء بعض، الناس الذين كانت قلوبهم معلقة بالنِّت أتتهم صدمة، لأن أناس كثير سافروا ومعتمدين على أن فلان سيرسل له كذا و فلان سيعطيه كذا، وفجأة يقول لك لازم ننتظر على الأقل ثلاث أو أربع أيام إلى أن يَصلح، يعني أنت خارج مُطمَأِن أنك أنت مُدبر كل شؤونك، وأنه أنا الآن سأفتح بريدي وأُلاقي على بريدي كذا وكذا، وبعد ذلك أصل في النهاية ولا أجد بريد يفتح ولا أي شيء من هذا يحقق، أنت المفروض تتأدب من هذا الموقف وتفهم أنك أنت ما تستطيع أن تُدبِّر شأنك، ما تستطيع أن تُدَبِّر أُمورَك، إنما اجَعل نفسك قَوي في تَوكلُك على الله، يعني أحياناً كثيرة نأتي نتوضأ
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #108  
قديم 2010-08-28, 11:35 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

ونتذكر أشياء كثيرة وأنه انتبه لا تنسه، وأنه لو نسيته شيء كثير سيذهب، وبعد ذلك ونحن نصلي نتذكره، وبعد ما نسلم من الصلاة أيضاً نتذكره، ونحن نلبس ملابسنا نقول أنه لو نسيت هذا الشيء سأرجع له من أخر الدنيا، وفي الأخير نركب سيارتنا ونحن قد نسيناه، أليس هذا ما يحصل معنا ؟!! هذا تأديب عام == > أنه أنت لو ما اتخذته وكيلا حتى لمَّا تتذكر ويكون بينك وبين المشوار دقيقة واحدة، يعني كم من المرات أخذنا أشياء نريد أن نأخذها معنا ووضعناها عند باب البيت حتى لا ننساها، وبعد ذلك نخرج وننساها ونحن أصلاً خارجين من بيوتنا لأجلها، ونخرج ونركب سياراتنا ونحن لم نأخذها، من أجل أن تعرف أنت مَن، فلو اتخذته وكيلا كان ذَكَّرَك بها في الوَقت المُناسِب وكان شَعَرت بِمنَّتُه فَتَشعُر بِضَعفَك، لا تقول لي : أنا ذاكرتي ضعيفة .." لا تقول مثل هذا الكلام، الآن لا يوجد أحد ذاكرته ليست ضعيفة، لكن الذاكرة الضعيفة هذه ما سببها؟ ليس سببها أنك أنت ما أكلت جيداً أو نمو خلايا مُخَّك، هذا الكلام كله يُعامَل بهِ أشخاص ما مَعَهم قُلوب، أنت ذاكرتك في قلبك، فقلبك هذا بقدر امتلائهِ بكمال الله، وبقدر امتلائه بالتعلق بالله، بقدر ما يُذَكِّرَك الله ما ينفعك، ولَمَّن ما يذكرك تفهم لماذا لم يذكرك، لحالةٍ أو لأخرى.

على كل حال أنت لا تُرهِق نَفسَك، كَونَك تَتَصور أنك تُدبِّر شؤونك كلها، وأن تبقى ذاكراً للأشياء وما تخطأ، وتحمل بكفيك الاثنين مسئولياتك ومسئوليات أولادك، أنت الآن لو حملت كأسين ماء مع بعض وتريد أن تتحرك، معك كأس ماء وتريد أن تحمل شيء من الأرض، تحتاج قوة إتقان أن لا تسكب الماء وأنت نازل تأخذ ورقة من الأرض، تدبيرك لشئونك بنفس هذه الطريقة،يعني من أجل أن لا اسكب الماء وآخذ الذي في الأرض يحتاج له تركيز، وبعد ذلك في النهاية مع قوة التركيز لابد أن يَسكُب من الماء قليلاً، هذا هو تدبيرك لنفسك، مهما بذلت جهودك، مهما كان معك أوراق وأقلام و تخطط وتخطط، في النهاية ما يَحصُل إلا الذي يريده الله، هل معنى هذا الكلام >> يعني ما نُخطط ؟!! يعني ما نَكتُب لِنَفسَنا ؟!! لا تفهم خطأ، نحن من أول الكلام نقول == > أنت أول ما يشتعل في قلبك إرادة شيء استعن بالله، لمَّا تأتي تقول: أنا جاءتني فكرة و ما رأيكم أن نفعل كذا وكذا .." سأناقش كلمة [ جاءتني فكرة ] سنـــعربها :-
- جاء == > فعل
- الياء == > ضمير مفعول به ( أنا)
- الفكرة == > فاعل
من أين أتت هذه الفكرة ؟ وكيف ستكون هذه الفكرة فاعل؟ ومن أين تأتي الفكر إلا أنها مواهب يهبها الله ؟!! يعني أصلاً مَن قَدَحَ في ذِهنَك هذا المَخرَج أو هذه الفكرة؟ ما قَدحها إلا الله، فأنت أول ما تشتعل في نَفسك الحاجة، أول ما تَعِزم على طول تعلق به فهو الوكيل، فيسددك، فما تَكتب إلا ما يَنفعك، وما تُخطط إلا ما يُناسِبَك، وأنت طوال الوقت في ضيق، الآن أنت في عُنق الزُّجاجة، من أجل أن تتوسع هذه عنق الزجاجة استعن فيُفَرِّج عليك، إلى أن تصل إلى القرار السليم.
نضع الآن القاعدة مرة الأخرى التي مَرَّت علينا سابقاً، كيف أن العِباد كلهم يُختبروا هذا الاختبار، ثلاث اختبارات في حياة العَبد مُتكررة، مَرْ مَعنا آية الزمر وآية يونس {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو } هذا أول اختبارين، والثَّالث سيأتي في الزُّمَر، ما معنى {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ }؟ الاختبار الأول الآن أن تعلم أنه هو الذي مسَّكَ بالضر، هل أنت راضِ عنه أم لست راضٍ، يعني الاختبار الأول في الرِّضا == > هل ترضى عنه أم لا ترضى بعد ما مسَّك بالضر، سواء وقت وقوع الضُّر أو بعده، ليس فقط الرضا في وقت وقوع الضر ومن ثم انتهى، والرسول عليه الصلاة والسلام قال كما صح: ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري، فهنا سيتبين رضاك، طبعاً الذي يصبر عند الصدمة الأولى هذا أعلى شيء، والذي يتصبر ولكن ليس عند الصدمة الأولى يعني بعدها بقليل أفضل من الذي لا يتصبر نهائياً، والذي يتصبر في اليوم الثاني أفضل من الذي لا يتصبر أصلاً، والذي يتصبر في اليوم الثالث أفضل من الذي يتصبر في اليوم الخامس، لكن الصبر الحقيقي هو : إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ } أنتم لمَّا تأتيكم هذه الكلمة لا تكلموني عن الضُّر العالي حتى لا تُحجِّموه في مكان بعيد، الضُّر هذا أي شيء، بتفاصيل الحياة، يعني لا يُعقل أن أحد يسير فيصطدم في الباب فيقوم يَسُب الباب، وهذا الكلام موجود، والآن لمَّا يَصُعب عليهم شيء يَلعنوه، طيب قل بسم الله، استحضر الاستعانة يفتحها الله لك، لكن كل شيء بالمقلوب أصبح عندنا، على كل حال {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} يأتي الاختبار الثاني الآن == > تطلب مِمن الكشف؟ { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} وهنا يُناسب اسم الوكيل،{ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} ممكن تأتي تقول لي : كيف يكشفه الله؟ نقول: نعم، الله ـ عز وجل ـ يعاملك بلطفه وألطافه لها صورتين :-
1) صورة : لطف محض لا علاقة لك به، أنت توكلهُ وهو يأتيك بالخير من حيث لا تحتسب وأنت ولا حركت ساكنا، طُرق بابك فأتاك الخير، هذا نوع من اللطف.
2) صورة: من اللطف وكشف الضُّر هو التَّسخير، يعني يُسخر في عقلك فكرة، يسخر لك شخص، يأتي في بالك مثلاً جِهة معينة تذهب لها، هذا هو التَّسخير، ما معنى التسخير؟ أن يسخر الله ـ عز وجل ـ لعباده فكر أو أشخاص أو ملاجئ حوله تكون سَبباً في جَرَيان الرِّزق منها، يعني أنت يكون عقلك غافل تماماً عن هؤلاء ثم يُلقيه الله ـ عز وجل ـ في قلبك إلقاءً، أنت هكذا تشعر، بعد ذلك تأتي تقول: والله أنا جاءتني فكرة .." أو تقول : أنا في ميزة خطيرة، لو يأتيني ضيق على طول يُلقى في ذهني المخرج .." يعني لمَّا الله ـ عز وجل ـ يزيدك عطاءً تقوم أنت تزيد نِسبةً،وهذا هو موطن الاختبار الثالث الذي هو في سورة الزمر {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } مثل ما قال قارون، يعني واحد يَمُسُه ضُر، ويدعوا الله، إلى هنا مشى في الاختبارين الأولين صح، {إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً } إذا أتيناه فكره أو سخرنا له أحد يُساعده، مــاذا يفعل؟ يقول{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } يعني أنا، يعـني يقول : أنا أصلاً دائما في المواقف قوي ثابت، عندي حكمة .. إلى آخر هذه الوصوفات التي يصف الإنسان بها نفسه، لكن انظر ماذا قال الله ـ عز وجل ـ ؟ { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } اختبار، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } هذه هي القضية أن أكثرهم لا يعلمون، فهذا ثالث اختبار، يعني مسَّك الله بضر، علمت أنه منه، ورضيت عنه، ودعوته، إلى هنا أنت ماشي صح، لكن لمَّا أتتك النِّعمة هنا إغتريت أتى الاختبار الثالث، من أجل ذلك ترى هذا الاختبار نحن ندخل فيه بِعدد أنفاسك، يعني تضيع أقلامنا، أو وَلدنا يخرج ويتأخر ونقول يا رب أأتي بهِ، وبعد ذلك لمَّا يــــأتي، نقول : أصلاً كنت حاسة أنه كذا أو كذا .." أو أولادنا يدخلوا الاختبارات وندعو الله يا رب نجحهم، وكل أحد يتصل علينا نقول له : ادع لنا أن أولادنا ينجحوا .." ولمَّا ينجحوا، تقوم تقول : أصلاً أنا كنت أذاكر لهم، أصلاً أنا كنت أسهر عليهم .." كل هذا يقال عنه { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لمَّا تفتحوا كتاب الله بقدر ما تستطيعوا انظروا لهذه الصفات {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }،{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }، َ{لَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ،{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } فالآيات لمَّا تُختم بهذا ابحث عن الوصف، يعني من هذا الذي الله ـ عز وجل ـ قال عنه { َلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }، انتبه يعني معناه أنه يجب أن تكون ضِد هذا الوصف من أجل أن تكون ممن يعلم، ِمثل ما ذَكرنا سابقاً في مسألة الأمثال وأنه {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } فلمَّا تأتيك الأمثال في القرآن وتجد نفسك ما تَعلقِها معناه أنك جاهل، وهذا هو الجهل الحقيقي، لأنه أنت في قبرك ستُسأل من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ هذا الذي ستُسأل عنه.
على كل حال المقصد الآن أنك أنت متى تتخذ الله وكيلا؟ في كل وقت، بعدد تدبيرك لشئونك، طيب ستقول لي : مره وحده في كل وقت، هذا أمر صعب ؟!! نقول : ابدأ مع نفسك ببرنامج، ابدأ بالشيء الذي تراه مُهم، يعني فَيّصَل، جَوهَري في حياتك، مثلاً: صلاح أبناءك، صلاح زوجك لَمَّن يكون هذا الشيء من مُهِماتَك،أو صلاح نفسك، هذه نفسك اشتكيها إلى الله، واتخذه على نفسك وكيلاً واطلب منه أن يُهيأ لَك الظروف، ويسددك ويكون سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تُبصر به، لأنك الآن تبحث عن الحكمة في التصرفات، نحن الآن نكبر ونرى أن كثير من قراراتنا السابقة كانت عبارة عن طَيش، فلمَّا تبدأ تدخل في هذا النُّضج، وأنه كثير من قراراتك السابقة كانت طَيش، من أين لك الحكمة ؟!! إذا كنت ستبقى في نفس الطريقة ونفس التفكير لا تتصور أن السِّن سيزيدَك شيئا، لا، السن في العادة لَمَّن يَزيد من غير دين يَزيد معه الحُقد ويزيد معه الطَّيش، تزيد القسوة، يعني أنت الآن تأتيك مواقف مع الناس، وتلاقي هذا يَطعنك في ظَهرك، وهذا يَفعل كذا وهذا يفعل كذا، وهذهِ كُلها تَجارب ماضية، والآن بعد أربعين سنه وبكل التجارب الماضية التي عِشتَها فلمَّا أأتي أتعامل مع أحد يكون أنا في قلبي كَمية من الأحقاد على من مَضى فَأُعامِل هذا الذي أمامي بكمية الأحقاد الماضية، لمـــاذا؟ لأني أنا أنظر فيه وأقول: عسى ما تكون مثل فلان الذي فعل فيني كذا، أو ربما تكون مثل ذاك وأنت شكلك مثله، أو تصرفاتك مثل تصرفات كذا .. " و أأتي بسلسلة من التاريخ الماضي،من أجل ذلك التوحيد لَمَّا يأتي يقوم العبد يعلم أنه يعامل الله، وأن ـ عز وجل ـ إذا وَكلتَه على أمرك ما أتاك إلا من كل خير، فيأتي من هذا الشخص الذي أمامك بالخير ويصرف عنك شرهُ، أنت في الماضي خُذلت لأنك على نفسك اعتمدت، و بقراراتك وثقت، وأني صاحب خبره وأفهم أو أني أنا لست جديد على هذا البرنامج أو أني لست جديد في معاملة الناس، كلما ازددت ثقةً كلما أتت من جهة ما تنتظرها أبدا، مع أن الله ـ عز وجل ـ ما يتركك هكذا إلا ويعطيك إشارات، لكن الواحد لمَّا يثق في نفسه يصبح أَعمى عن هذه الإشارات، ونحن اتفقنا أن طريق الهدى يُعرض على كل أحد، حتى الهُدى في الأحوال يُعرض على كل أحد، لكـــن في واحد من استعان واستهدي فأرشده الله، وهناك من اعتمد على نفــسه ووثق بها فخذله الله.
مثال : الآن يأتيني أشخاص يشبهوا بعض في سلوكهم، الآن هذا أخاها وله تصرفات قاسية وهي عانت من أخيها، فجاء ولدها يشبه أخاها في طِباعِهِ، وهذا أمراً أبداً ما ننكره ونحن سابقاً ذكرنا أن الإنسان عبارة عن طَبائع يُبتلى بها، وعبارة عن عقائد يكتسبها، طيب الآن هذا الشخص كيف سأعاملهُ؟ هل سأُعاملهُ بالطريقة التي كنت أعامل بها أخي؟ طيب هل أصلاً أن أخي هذا نجحت معه عندما عاملتهُ بهذه الطريقة ؟ (( لا)) فأنا لو عاملته بنفس الطريقة لن أنجح والدليل أني لم أنجح مع أخي، فلآن لمَّا يأتيك بلاء مثل هذا النوع، المفروض بالعكس، تشعر أنك فشلت، فما دام أنك فشلت في التعامل يجب أن يزيدك هذا تعلقاَ بالله، على الأقل في هذا الموقف استعمل اسم واحد من أسماء الله، استعمل اسم الفتاح أن يَفتح لكِ مغاليقَ قلبهِ وأن يُسددِك في التَّصرفات معه، فنحن الذي نقوله، أن المفروض بالعكس، كلما ازددت خبرة وفهمت أني ما أستطيع أن أفهم، يعني في أشخاص تعيش معهم ما تفهم من أين تأتي بهم، تأتي بهم من اليمن ما يطلع معهم، وتأتي بهم من اليسار أيضاً ما تطلع معهم بشيء، فبالعكس المفروض أن مثل هؤلاء يَزيدوك تَعلق بالله، من أجل ذلك نقول لك، لمَّا يأتي التوحيد وتأتي الخبرة، تقول : أنا لمَّا جربت نفسي وتعاملت بعقلي فشلت، ما في إلا الفتاح أن يفتح لي قلبك .." ونحن دائما نعبر أن فلان سُلطة على فلان، يعني يتسلط عليه، يعني طوال الوقت صوته عالي وكلامهُ كثير، وهذا بنفسهِ يأتي إلى حَد فلان ويَتكلم بِأدب، وهذه المواقف أنت تعيشها، ترى أحد متسلط على أحد، طوال الوقت مع الناس تعاملاته غير، لكن لمَّا يأتي عند هذا يتهذب، هذا من فتح الله لهذا العبد في قلب هذا العبد، يعني هذا ما يَضعهُ إلا الله، مع أن هذا الشخص ليس فيه شيء زائد عن الناس ولا هو قوي الشَّخصية، لكن الثاني هذا الذي معه شر مؤدب لمَّا يتعامل مع هذا، لمـــــــــــاذا؟ هذا أمر ليس هو بيد أحد، إنما الله ـ عز وجل ـ يفتح على قلب فلان، مِثل من هُزِم بالرُّعب على مسيره شهر، بمعنى أن هذا شيء يلقيه الله ـ عز جل ـ في قلب الذي أمامك.
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #109  
قديم 2010-08-28, 11:36 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

يعني أنتم الآن تجدون كثير من الشَّرِكات، سواءً التغذية أو المطاعم، لو أنا أتكلم عن المطاعم >> هل مع تساوي المُنتَّج الناس يُقِبلوا عليهم نفس الإقبال؟ (( لا )) ، ناس يفتح عليهم باب الرزق، وناس يعملوا مثل هذا المنتج ويقلد اسمه وأيضاً يُخرج منتج بنفس لون منتجه، وأيضاً لا أحد يقبل عليه، لمـــــاذا؟ لأن الله ـ عز وجل ـ فتح لهذا وأغلق على ذاك.
فأنت الآن جَرَّبت وأُغلِقَ بينك وبين هذا الشخص مثلا أخوك، فأنت لا تعيد التجربة وتربط بينه وبين ابنك، طيب أنت ممكن تقول : هم نفس الشخصية .. " نقول : طيب نحن فشلنا في التعامل الأول. فالفشل هذا يجعلنا نعيد تفكيرنا، وأنا أقول لكم هذا الكلام وأنا أعلم أنه ليس سهلاً، لأن نحن نرتبط بشخصية معينه أُبتلى بها، وألاقي أحد يشبهه له، قبل ما يتكلم الذي أمامي أنا أبدأ أُخرج الذي في نفسي،خصوصاً لو أعلم أن منه سُلطة، يعني الآن هذا أخ وابن، فأكيد الابن هذا سأُفرغ فيه كل الذي عندي، أنا أتكلم عن الواقع، لكن الواقع هذا باطل، خاطئ، المفروض أنه لمَّا يأتيني أحد مثل هذا، يجب علي أن أزيد تعلقاً بالله وأزيد رجاءً، خصوصا لو رأيت نتائج الخيرة من هذا، ما دام رأيت النتائج تصل إلى هذا الحد فأقوم أنطرح بين يدي الله، أن يفتح لي في قلب هذا، خصوصاً أن الابن أغلى وأهم من الأخ، فكونك ترى هذا فالمفروض أنك تزداد تعلقاً بالله.
ومن أجل هذا نقول == > انتبه > لا تزداد خبرة وأنت بعيد عن التوحيد، لا تزداد خبرة وأنت ما تتصور أن الله ـ عز وجل ـ هو سبحانه وتعالى الذي يُلقي في قَلوب العِباد تعاملاتهم، وحسن التصرف والحكمة، فلا تتصور أنك حكيم بنفسك، ولا يأتي أحد يتصور أنه سيكسب أبنائه بِفكرهُ وعقله، ولا سيكسب زوجه بشطارتهِ أو بجمالهِ أو تصرفاته، لا، ترى التَّسديد من عند الله، فاتخذه وكيلا هو نعمَ الوكيل، يعني لو وَكلتَهُ على نفسك يُسَددك أن تتصرف كما يُحب ويرضى، والتي تشعر أنها ملكت زوجها وملكت قلبه بِشطارِتها ستأتيها قاصمة في نهاية الأمر، لكن كونك تعرف أنه لست أنت،وأنه في الدعاء يا رب سخره لي وأصلح قلبه، يعني هذه من النعم أن الله ـ عز وجل ـ يُبَيِّن للعبد في ثنايا حياته أنه هناك ثغرة، وأنه أنت ناقص ولست كامل، لا أحد يتصور هذا الشخص طول عمره صالح ولن يَخرَب، وأنه لو صلح سيصلح بجمالهِ أو بأسلوبي أو بكلامي أو بلباقتي، يعني حتى لمَّا ندخل على الناس ونكلمهم أحيان كثيرة والواحد لمَّا يدخل على أحد يتصور أنه ما دام أنهم سيفهموا ويقبلوا، وهذا موجود حتى في طلاب العلم والذين يدعون إلى الله، كلمه ( ما دام أنا ) == > هذه ستأتي بالطَّامة، لأنه أنت ستأتي بالطَّامة، سيأتي الكلام من غيرك أكثر ذلاً وتواضعاً لله، سيشرح الله الصدور له، وستنتفي أنت تماماً من الحياة.
ونحن لمَّا نُطلِق ألسنتنا على أولاد الناس أنهم ما عرفوا يربونهم، وننتقد، هذا مثل الإمام المالك، الإمام مالك شيخ الدنيا في زمنه، فكان ولد ليس على سلوك تام ومستقيم، فكانوا دائما ينتقدونه، ينتقدون الإمام مالك، فكان يقول :" أن المُرَبي الله " يعني أن الله هو الذي يربي عباده، يعني أنت تعجز ليس لك حول ولا قوة، ونحن الأباء نعلم يقيناً أن المُرَبي الله، لأنه نَعجَز نأتي بهم من اليمن ما يَردوا، نأتي بهم من اليسار ما يَردوا، نعمل لهم كذا يأتوا بعكسهِ، وانتم ترون ما ترون، وهذا كله يجب أن يزيدنا تعلقاً، ومن أجل ذلك ( الزم قدميها فثمة الجنة ) عارف لمــــاذا؟ لأنك أنت ترتفع عند الله بقدر ما عندك من تعلق بالله، ترى لمَّا يأتونا أولادنا المفروض يزيدنا لله ذلاً وانكسارا.
على كل حال أبنائنا هؤلاء من أسباب زيادة ذُلَنا واستعمالنا لاسمه الوَكيل،بأن نتخذه عليهم وكيلاً ليسددهم ويسددنا في التصرف معهم.

نبدأ الآن في دراسة الاسم من جهة وُرودهِ، ورد الاسم في القرآن [ 14] مرة، وهذا العدد الكثير يبين لك أن تَكراره يَدل على أهميته وحَاجته، والمواطن المتعددة التي نستعمل فيها هذا الاسم، ونحن اتفقنا أن كل اسمم يتضمن صفة ويستلزم صفات.
كأنَّ السؤال يقول لك، متى تتعامل مع اسم الله (الوكيل)؟ نبدأ الآن بآية آل عمران
1- {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } آل عمران 173
أنتم تعلمون هذه القصة أنه قيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن قريش اجتمعت لك، فماذا كان موقفهم؟ يعني هم الآن يُخَوِفُون النَّاس، ولمَّا يُخَوِّفَك أَحد مِن النَّاس مـــاذا تقول؟ >> حسبنا الله ونعمَ الوكيل، إذاً متى تستعمل اسم الوكيل؟ إذا خَشيتَ من ضررٍ يقع عليك من أحد، خصوصاً لو كان هذا الضَّرر جاء بصورة التَّخويف، يعني أحد جاء يُخَوفِك من هذا الضرر، يقولك مثلاً: عامل فلان جيداً وإلا ترى هذا ورائه شر ..."

أنت الآن لابد أن يكون في داخلك معتقد، الآن كل الأدعية هذه مثل السيف، والسيف بضاربهِ، يعني السيف يقطع وما فيه أي مشكله، يعني نفس السيف ينفع، لكــن أنت ماذا تحتاج؟ تحتاج يَد قوية تَضرب بالسَّيف، والأدعية كلها مِثل السيف، والسيف متى ينفع؟ بقلب، على حسب قوة اعتقادك ينفعك الدعاء، من أجل ذلك أحيان كثيرة الناس يأتون إلى أدعية معينه ويذكرونها في مواطن، وقد تكون المواطن صحيحة وقد لا تكون صحيحة، اترك الآن صحتها أو عدم صحتها، ننظر الآن، هو يدعوا بالدعاء ويكون في موطن صحيح وبعد ذلك ما يخرج بنتيجة، مِثل أناس كثير لمَّا يقرئوا آية الكرسي عند النوم وأتى الوعد أنه لا يَقرَبك شيطان، وبعد ذلك لمَّا تقرأ آية الكرسي تَنام وتحلم أحلام مزعجة، فمــــاذا نقول لها؟ نقول هذه آية الكرسي مثل السَّيف، والسَّيف بقوة ضاربهِ، فأنت لابد مـــاذا تفعل في قلبك؟ أولاً تعتقد كل الموجود في آية الكرسي ثم تَتلوها بِلسَانك، ومِثله لمَّا تأتي تَخاف من أحد لا تتخيل أن حروف هذا الدعاء هي التي سَتنفَعك، حروف هذا الدعاء عبارة عن تَرجمة لاعتقاد قامَ في قلبك، وعلى ذلـــك كل الأدعية استعملوها بهذه الصورة، من أجل ذلك لمَّا تأتيك وعود عظيمة على أدعية لا تستغربِ، لأنه هذه الوعود العظيمة مَبنية على فَهمك لهذا الدُّعاء، مِثل سَيد الاستغفار الآن، يعني أنت لمَّا يأتيك وعد مِثل وَعد سيد الاستغفار أنك إذا قلته في الصباح ومِتَّ، مـــاذا سيحصل؟ تدخل الجنًّة، ما بينك وبين الجنَّة إلا الموت، ولو قلته في المساء أيضاً ما بينك وبين الجنًّة إلا الموت، وهذا الدُّعاء كُله على بعضهِ مجرد سطرين، ويأخذ من الوقت بالكثير دقيقتين، لمــاذا هذا الوعد العظيم على هذا النص؟ لأنك لو فهمت تفاصيلهُ، لو وَقَعَ في قلبك قوة الذُّل، وقوة البَراءة وقوة الخوف من ذنبك، كل هذا مُؤهِلٌ لك أن يُغفَر لك، فَتُقبِل على الله مغفوراً لك، فأنت الآن ماذا تفعل؟ نَشٍّط اعتقادك، يعني أنت نفس هذا النَّص ارجع مرة أخرى اقرأ معانيه، واقرأ ما يدل عليه، نشِّط اعتقادك مثلاً في اسمه الغفور، لمَّا تنشط اعتقادك في اسمه الغفور ويأتيك سيد الاستغفار سَيَنشِط، أنتم الآن في الطِّب ألا تَعلمون أن النَّاس يأخذوا ابر مُنَشِّطة، مُنَشطة مثلاً لضد الأمراض، الإبر المُّنشِّطة ماذا تفعل في الجسم؟ تُحركــهُ، وأنت أيضاً العلم الجديد هذا ردائك، وتكرار العلم القديم هذا مُنَشِّط، يُحَرِّك في قلبك، ولا تنسوا الآية {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
هنا في هذه الآية في آل عمران أتوا الناس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم وقالوا لهم { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ} يعني جاء الذي يُخيفَك بالمواجهة، وقال فيها {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

2- {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81
الكلام هنا عن من ؟ هؤلاء المنافقون بالباطن، يعني أناس ما تعرف مَن هُم، ماذا يقول الله؟{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } يعني هؤلاء المنافقون يقولون طاعة، سمعاً وطاعة سنفعل،{ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ} يعني إذا خرجوا من عندك،{بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}،{ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} هذا على وجهة التهديد، { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } يعني اتركهم لا تحمل هَمَّهُم ، يعني هم يكونوا في صفوفك وهذه مشكلة النفاق، أنهم يكونوا في صفوفك في داخل بيتك، في داخل مجتمعك، في داخل طلابك لو كنت معلم، في داخل مدرستك لو كنت مدير، في داخل حلقتك لِمَن له حلقات وله اجتماعات، المهم أنت مجتمعك الصغير هذا يكون في داخلهُ واحد منافق يبيت لك ما لا يرضى الله من القول، لكن من هو؟ وما حالهُ؟ وماذا يبيت؟ وكيف يريد أن يَصِل؟ كل هذه هموم ستجعلك لا تنام الليل، وهي ليست مثل الحالة الأولى، الحالة الأولى على الأقل واضح فيها عَدوَّك، لكن الحالة الثانية أشد صعوبة لأنها من الدَّاخل وخفية، وكل واحد يقولك في هذا الذي تَشُك فيه رأي وكل واحد يوجهك فيه توجيه، وما تعرف في النهاية ماذا تفعل، وما يريدون أن يفعلون وماذا يدبرون وماذا يخططون إلى آخرهِ، يعني هذا الكلام مَكائد، وهذه تكون بين النساء أيضاً، تحصل في مسائل تتصل بالتعدد، وليس شرطاً بالتعدد، ممكن لمَّا يكون نساء الإخوان مع بعض،حريم الاخوان0 هؤلاء لوحدهم عندهم مؤامرات وقصص وحكاوي، فتجد أنهم يجلسون في المجلس ما شاء الله ما في أحسن منهم، وتعاملك وتقول لك : تعالى أذهب بك إلى كذا.. " وتكون كأنها صاحبتك، وبعد ذلك تنقلب، ويصبح هذا يقول لك رأي، وهذا يقول لك رأي، وأحد يقول لك : أنا زعلانه منها، طوال المجلس أحسها منافقة تقول لك كلام ومن ورائي تقول كلام .." هل تصدقي هذه التي قالت لك هذا الكلام، أم تصدقي هذه التي ظاهر معاملتها لك بالطيب، مـــاذا تفعل؟ الحل == > هو ثلاث حلول :-
* { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ }
* {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}
* واعتقد يقينا أنه { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }
نحن مشكلتنا هذه الجُملة الأخيرة { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }نحن لسنا مُتَيقِنين بها, من أجل ذلك نقول لك افعل أفعالا، ما هي؟ أول شيء اعرض عنهم، يعني لا تدخل في الخوض في الكلام معهم، اتركهم، يعني عاملهم ما في مشكلة لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامل المنافقين، لكن من الدَّاخِل اعرض عن كُل كَلامَهُم، لا هذا الذي يقول لك هذا الكلام، ولا ذاك الذي يقول لك هذا الكلام، لأنه أنت لو شغلت نفسك بهم،خلاص انتهى لا تستطيع أن تعبد ولا تدعي ولا تصلي، ولا تعرف طريقك المستقيم، وهذا من أصعب البلاء >> أن يأتيك البلاء من أحد مَدفون ما تَعرِف مَن هو، أو ممكن تعرفه لكنه ليس ظاهر و ليس باطن، وتصبح بين أن تظلم نفسك وبين أن تظلم الآخرين، كل هذه كأنها دَوامة، لا تشغل نفسك بهذا كلهُ لأنه ليس من أجل هذا أنت خُلِقت، إنما أتاك هذا امتحاناً لك، لو آمنت أن هذا امتحان، افعل ثلاث أفعال، فِعلَين بقلبك، وفِعل بِبَدَنك، اعرض عنهم ولا تدخل في نقاشات، واملأ قلبك توكلاً عليه، ثم مــاذا سيفعل بك؟ سَيَرُد عنك، سَيشغِلهم بِنَفسَهم، وسَيجعَل تَدبيرَهم تَدميراً لهم، وسَيُنجيك وإن فعلوا ما فعلوا، وسَيُخرجكَ مِنها كُلها،هذا التوكل الآن، وبعد هذا لمَّا يتحرك في قلبك شيء سَكِّنْ نَفسَك أنه أنا يكفيني أني وكلت الله، وكفى بالله وكيلا، هو سيأخذ لي بحقي، وسَيَرُد عني.

انظروا ما جاء الحل مجرد أنك فقط تتوكل على الله وكفى بالله وكيلا، أيضاً جاء في الحل أنك تعرض عنهم وما تُدخِل نفسك في نقاشات، وتُدخِل نَفسَك في كَلام كثير، ترى هذا الكلام الكثير هو الذي يُدَخِّل أطراف ليس لها علاقة بالموضوع، و كل المشكلة هي أننا نتوازن بين مفاهيم كثيرة >> هنا الصعوبة، يعني مثلاً : نتوازن بين توكلي على الله واكتفائي به وكيلا
هذا بالنسبة لي يعتبر غاية في الطمأنينة، وبين أني أنا ضعيف أصلاً ليس لدي القدرة والنَّفس أن أُنافح ولا أُدافع، وبين أن النَّاس يتهموك بالضعف، وأحياناً أنت تكون من الداخل أصلاً ما فيك حَيل أن تناقش ولا تتكلم، وغير أنك أنت تُعرض وتأتمر بأمر الله وتتوكل على الله وتكتفي به وكيلا، هذه الصعوبات التي تجدها في الدنيا، لابد أنك تجد حولك من يؤذيك، فتتعرض إلى أن تُؤمَر بِمِثل هذا الأمر{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }.
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
  #110  
قديم 2010-08-28, 11:37 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

2-{وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء132
الآن لَك أُمنية، عِندك رَغبة تَوَد تَحقيقها، سَواء صَلاح أبناء أو إلى آخر ما يَتَمنى النَّاس، وتَجِد أنك أنت ما تستطيع تحقيقها لنفسك، أو تراها في الأفق لكن تغتم خائفاً أن تفوت أو ترى أمامها عوائق، أو ترها قد تفوت لسببٍ ما، مــاذا يُقال لَك؟ >> أنت مُناك هذا أليس ملكاً لله ؟! هل يأتي به أحد غير الله ؟! مُناك لا يأتي به إلا الله، وأنت تعلم أن له ما في السماوات وما في الأرض، إذاً اتخذه وكيلا، وَكِّلهُ أن يأتي لك بِمُناك، مثال : واحد يريد أن يترقى وشاعر أن هذه الترقية في العمل أمنية يحبها ويتمناها، أنا لن أناقشه أنها هذه أمنيه في الدنيا، أنا سأناقشه حول أنه ما دام أنها ظَهرت لك أُمنية، إذاً كيف تعاملها؟ لا تَشغِل نَفسَك ليلاً ونهارا، أنه سيقبلون فلان لو تكلم، وهذا أتى بشهادته وسيتفوق على شهادتي، لا تفكر هذه التفكيرات، إنما أُمنِيتك التي تريدها تَمنَّاها على الله، واتخذه وكيلاً يأتيك بها، فإذا اتخذته وكيلا كفى به وكيلا، طبعاً أنت تتخذه وكيل وأنت تعتقد أنك لو وكلته ما يَخذِلَك، فإذا ما أَتاك مُرادك سيأتيك ولو بعد حين، وسيأتيك في أَحسَنِ وَضع، وسيأتيك مُرادك بل أعظمُ منه، لو أنت رضيت به ربا، فكونك تتخذ الله وكيل، هذا معتمد على ماذا؟ معتمد على رضاك بالله.
مثلاً: تمنيت تخصص في عِلم مُعَيَّن، وما قُدِّر لك وذهبت إلى مكان آخر، بعد ما اتخذت الله وكيلا، وطلبت الله و رَجَوته، وقلت أنت يا رب حسبي ونعم الوكيل، سأوكلك أمري، لن أشغل نفسي ولن أدمر نفسيتي، مشكلة الذي ما يتخذ الله وكيلا، مـــاذا يفعل في نفسه؟ يعمل تدمير من الدَّاخل، لأنه طوال الوقت يبقى في قَلَق، طوال الوقت تحسب حِسابات، لو فلان ذهب قبل فلان، ولو فلان دخل قبل فلان، ولو ما رضوا أن يأخذوا هذه الورقة، لو أخرجوا قانون جديد، وتأتيك الخيالات، خلاص فأنت من بداية الأمر رَحمت نفسك وقلت يا رب أنت حسبي ونعم الوكيل أنا إليك أفوض أمري، لأن نحن سيأتينا فعل التفويض الذي هو بنفسه هذا الفعل فيه صعوبة، يعني لحظة ما يأتيك الأمر، ماذا يجب عليك أن تفعل؟ تفوض أمرك إلى الله، التفويض هذا فعل فيه صعوبة، المهم >> أنت الآن فوضت وقلت حسبي الله ونعم الوكيل، ولم تدخل الكلية التي تتمناها وأتاك بدلها بديل، البديل هذا هو اختيار الوكيل الذي هو أعلم منك وأحكم منك وأرحم بك، يعني أنا أريد منكم أن تتصوروا الوكيل بالضبط بنفس المفهوم الذي نحن نعيشه، انظري كيف لمَّا تأتي تُــوَكِّلي أحد وتقولي له: اذهب أنت وخذ بَدَل عني قرار، وأنا أثق في قرارك، وأثق في عِلمك، وأثق في حكمتك، أثق في كذا .." مثل ما يأتي الناس يأخذوا موكل ومحامي، أنت لمَّا تريد أن توكل محامي، هل تبحث عن أي محامي ويكون أي كلام أم تذهب تبحث عن أحد ثقة، وأفضل واحد في القانون وإلى آخره ؟!! ثم تعطيه القضية، وأنت نائم مرتاح شاعر أنه هناك وكيل عنك يفعل، هذا وأنت في وكالتك للبشر، فكيف بالعليم، الحكيم، الرحيم، الذي ما يريد لك إلا خيرا، البر ، الكريم ؟!
يعني أنت لازم في اسم الوكيل تأتي بكل أسماء الجمال في عَقلك، من أجل ذلك سيأتينا إن شاء الله في فعل التفويض كيف يَحصل التَّفويض بعد ما يمتلأ قلبك ماذا عن الله، فالبديل الثاني الذي أتاك هو العَوض لو أنت تركت عن عقلك كونك تفهم، يعني أنت استخرت الله فاختار لك، لمَّا يأتيك اختيار الله لا تقول : لا، الذي نفسي فيه أفضل من الذي اختاره ليَ الله .." لا تقول مثل هذا الكلام، من أجل ذلك في أخر دعاء الاستخارة تقول ( وقدِّر لي الخير ورضني به ) الرضا عن الله مهم في هذه الحال.
ولمَّا يأتينا اسم الوكيل سنجد أنه يستلزم صفات الجمال، الأسماء التي فيها جمال، يعني هذا الاسم لو فهمته جيداً، ستقول لي ما دام أني سألته ويجب علي أن أتخذه وكيلا إذاً هو بَر، ورحيم، وكريم، ودود، إلى آخر هذه الصفات.

3- {إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171
ما علاقة نفي الولد وإثبات المِلكِية للوَكالة؟ لأنه { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }، نحن نتكلم عن التوحيد بأنه وحده الإله، وليس له ولد يفوض إليه الأمر، أو يطلب منه، ولهُ وحده الملك، إذاً أنت علمت أنه وحده الإله، ما معنى الإله؟ الإله يعني المألوه الذي تتعلق به القلوب وتعظمه، في بداية آية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } وفي آخرها {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ، إذاً هو الإله العَليْ الذي تتعلق به القلوب، والعظيم الذي تعظمه القلوب، إذن إذا علمت أنه وحده يجب أن تتعلق به القلوب وتعظمه وليس له الولد وله وحده الملك، إذاً مـــا المطلوب منك؟ >> أن لا تتخذ غيره وكيلا، يعني هنا هذه الآية أتت في سياق الكلام عن تَوحيده فكما أنك تُوَحِّدُهُ في الإلوهية وتنفي عنه الولد وتُوَحَّدهُ في الملك، فَوَحَّدهُ في كفايتك بوكالته، يعني هو يقول لك { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً } يعني لا تتخذ غيره وكيل وَحِّدهُ باتخاذه وكيلا، اجعله كافيا لك، ما معنى{ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }؟ يعني أنت المطلوب منك أن تَكتفي به وَكيلا لأنه الوكيل ولأن له ملك السماوات والأرض وليس له ولد، لكـــن الآن مناقشتنا كيف أكتفي به وكيلا وهذه هي الصعوبة، يعني أنت الآن الذي يزاحمك في المسألة كَون أن قلبك لازال يتحرك حول الموضوع الذي وكلته فيه.
نضرب مثال في الواقع : لو هذا محامي وقع منك أنك وَكلته وأنت تعلم أنه على تعبيرنا ( شاطر ) فلو بقيت كل يوم تتصل على مكتبه تقول : ماذا فعلتم ... " ماذا سيقول لك؟ هل سيقبل منك؟ لا، لن يقبل، سيقول لك : أنت تثق فيني أم لا تثق، أنت وكلتني أم لا .." فهو على طول سَيَصُدك، لأنه كونك أن تبحث ورائه هذا دليل على عدم ثقتك فيه، ثم لو اكتشف أنك ذهبت سالت غيره ماذا سيفعل؟ سيعطيك ملفك و يقول لك: الله يسهل عليك، أنا لست إليك بحاجة .." والله المثل الأعلى، العبد الآن لمَّا يُوكل ربه على الأمر يجب أن لا يتعامل معه بالقلق لا ترتكب هذه الجريمة في نفسك، لا تعامل ربك الذي وكلته وطلبت منه أن يدبرك أن تقلق من تدبيرهِ، كيف يقع في قلبك القلق والذي تولى أمرك الحكيم، العليم، الكريم، الرحيم، كيف ؟!! لكن هذا الواقع في قلوبنا نسأل الله أن يغفر لنا، يعني نوكل ربنا ونطلب منه ونقول أنت نعمَ الوكيل يا رب ودَبِّر أمري و يسر لي هذا الأمر، وبعد ذلك نرى أنفسنا لا نستطيع أن ننام، وكل لحظة تأتينا أفكار أنه لو مثلا حصل كذا وكذا، لازم تفهموا أن هذا من الشيطان، فاستعيذوا بالله منه أولاً ثم أعيد على نفسك [ حسبي الله ونعمَ الوكيل ] هذه الكلمة للأسف ليست مفهومة، من أجل ذلك حتى لمَّن تقولوها ما يكون في عقلك فهما، ما معنى [ حسبي الله ونعمَ الوكيل ] ؟ يعني أنا يكفيني الله، وكلتهُ وأنا على ثقة أنه يكفيني، سيدبر شؤوني أَحسَن تَدبير، وأنت اِبحَث عن هُمومَك، فَتِّش همومك، وهمومك هذه عامل الله فيها باسمه الوكيل، وبعد أن توكلهُ استحي أن تعاملهُ بالقلق، لايقع في قلبك قلق لكمال صفاته ألا تقول أنت { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} و {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } هو نعمَ الوكيل وأنت تعلم أنه، حكيم، كريم، رحيم، ودود يحب عبادهُ وعباده يحبونَه، تعلم عنه هذا كله ثم يقع في قلبك اتجاه فعلهُ قلق، أو تنتظر غداً يأتي شيء فتقلق، أنت ممكن تقول لي : هذا شيء غصبن عني .." لا بأس، أنت لابد أن تعلم أن هذا خطأ أولاً، ولا تسمح لنفسك به ما دام أنك وكلت ربك، يعني تشعر أنك في حقهِ أَذنبت، لأنه أنت الآن أقل واحد >> مثلاً الخادمة لو أنت في البيت تثقِ فيها وتعلمي أن طبخها تمام، لو جئت وذهبت عليها، ستتضايق و تقول لك أنا أعرف وأنا أفهم ومن هذا الكلام.
فيعني أنه قَلقَك دليل على عدم ثقتك فيه، فانظري البشر الآن يرفضوا أن تعاملهم بالقلق فكيف برب الأرباب الذي له ما في السماوات وما في الأرض، حقيقةً هذا نوع من الاعتداء على الرَّب، أنك أنت بعد ما تتخذه وكيلا، وأنت ممكن لا تصل إلى هذه الدرجة أن تتخذه وكيلا وإن كان هو سَيُدبر سَيُدبر، لكن لمَّن تصل إلى درجة الإيمان هذه وتعلم أنه وكيلك، وتقول يا رب أنا فوضت إليك الأمر، ادفع عني ودبرني، واجعل هذه الليلة تمر بسلام، أو اجعل هذا الأمر يمر بسلام، وسددني في تصرفاتي وكلامي، بعد ما تقول هذا الكلام وتقول أنت حسبي ونعمَ الوكيل، ثم تعامله بالقلق! هذا هو الكذب على النفس الآن، ومن أجل هذا قد يُحَيطك أشخاص مَيِّتين القلوب أو مرضين القلوب، وأنت تكون هادئ، ويقولوا لك : ما شاء الله أنت فيك برود .." وإلى آخر هذه التعبيرات، ثم أنت مثلاً تُنَظِّم لِنفسك جدول على أنك أنت متأكد أن الله ـ عز وجل ـ ما يخذلك، فتقول : لو ربي قدر وصار هذا الأمر سيكون كذا وكذا .." سيقول لك : ما شاء الله عليك متفائل .." يعني لازم يُعطوك كلمة يفقدوك بها ثقتك بالله، وهؤلاء يؤسفنا أن مع طغيان المادِّية أصبحوا هم الغَلَبة الكثيرة الموجودة حولنا، فنتيجة علمنا بأسماء الله وصفاته يصبح بيننا وبينهم انفصام في التفكير، تشعر أنهم في وادي وأنا في وادي، أنا بتعامل بهذا الموقف على أني وكلت أمري لله ـ عز وجل ـ وأعلم أنه سَيُهيأ لي الأسباب، فأتوسل إليه أن يهيأ لي الأسباب، وهذا أبداً لا تتصور أنه لا يقابل الحركة، بل هذا الذي يوكل ربه يُفتَح لهُ من الأسباب ما يأتي بأدنى حَركة من هذا الذي يوكل ربه يأتي له منها الرِّزق.
أيضاُ هناك مشكلة ممكن تصادمنا، أن فلان و فلان لا يتكلموا عن التوكل ولا يعرفوا عنه، ويخططوا وينجحوا ؟!! نقول >> نعم، من أجل ذلك يأتي يُسأل يوم القيامة { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }
يعني الآن الله ـ عز وجل ـ لمَّا يَرحمك يُعلمك عنه بالعلم ، ويؤدبك لمَّا تبعدي عن ما تعلمتِ، فهؤلاء القوم يُعاملهم الله بحلمهِ، يخططون فَيوجِد لهم تخطيطهم، يُرتبون فتنجح ترتيباتهم، فالمفروض أنهم بعد ما انتهوا يزدادوا تعلقاً بربهم حمداً وشكرا، والحاصل أنهم يزدادوا انتفاخا بأنفسهم ، ينتفخوا ويعاملهم الله بحلمه، ثم يخذلهم في مواقف، فيقول لك :أنا خسرت هذه الصفقة لأني ما أعطيتها كل تفكيري .." تجديه دائر حول نفسه، إلى أن تأتيه قاصمة وينتهي موضوعه، فلمَّا يأتي يوم القيامة يُسال { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} يعني لمَّا عاملك الله بكرمه وأعطاك و أعطاك ما الذي غرَّك؟ لماذا اغتــررت ؟!!
فأنت الآن مُشكِلَتَك شخصين :-
1) مشكلتك ترى ناجح بلا توكل
2) ومشكلتك من يثبطك ويَبُث في قلبك القلق، و يقول لك :أكيد أنت تعبان نفسياً، وقلق .." ،يعني لو ما كنت هكذا ستثبت عليك التُّهمة، مع أن من يعلم عن الله أشفَى النَّاس قلوبا، لأنهم يتعاملون مع كتابهِ الذي هو شفاء لِما في الصُّدور.
س: أنا أستخير في شيء مثلا في الزواج ثم يفشل هذا الزواج، فممكن أحد يقول نحن استخرنا، يعني متوقع أن الله اختار له فالمفروض ما تفشل الزَّيجة، فأنا استخرت في دخول الزواج، فلو كان شراً كان أعرضه الله عني؟ لماذا لم يعرضه؟
ج: هذه المسألة تَنظُر لها من زاويتين : -
1 – الزاوية الأولى : أنك تكون رُبَّما عَزَمت وأصررت ثم استخرت من باب تكميل الصورة، يعني أنت مُقَرر وفي رأسك الموضوع وكل شيء، فاستخرت فقط مجرد تحصيل حاصل، هذه صورة من الاستخارة.
2- الزاوية الثانية: أنك كنت حاضر القلب في الاستخارة غير مقررٍ إلا بعد أن تستخير، فهذا امتحان، سنضرب مثال: مثال الشريعة التي تأمر الذي طلق زوجته ثلاثا، أن تتزوج هي غيره ثم تطلق منه طبعاً على المنهج الشرعي، طب لمـــاذا مثل هذا؟ لأنه ربما لم تكن لتحتمل زوجها الأول وصفاته إلا لمَّا تتزوج غيرهُ وتتأدب فتعود له وتَعمُر حياتها، وهو أيضاً ربما لا يُؤدبهُ إلا أن يَعلم أن زوجته قادرة على أن تتزوج غيره وتذهب، ففي ناس ما يُؤدبهم ولا يعدَّل نفسيتهم إلا دخولهم في تجربة، فهذا استخار الله وطلب منه فأدخله الله هذه التجربة تأديباً له، تعديلاً لشيء في نفسهِ، رفعاً لدرجتهِ، فهذا من الحِكَم الأخرى.

4- {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}الأنعام102
أنت الآن اعبده وانشغل بعبادته، وكل الذي يَهُمَّك ماذا تفعل بِه ؟ وَكَّل الله عليه، يعني هنا واضح فيها { فاعبدوه } لأنه انشغالك بتحصيل مصالحك، ولا نقصد انشغال بدنك، ترى انشغال بدنك سهل لأنك تذهب وتنتهي من أشغالك وترجع تنام وأنت مرتاح، المشكلة ليست في انشغال بَدَنَك إنما في انشغال قلبك، واهتمامك به، وكل يوم تُخطط لغدِ، لا، اسمع أنت يقال لك { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }بمعنى أنك لا تعتني إلا بإصلاح دارك الآخرة، طيب والدنيا التي نعيش بها ؟!! لا بأس، اتخذه وكيلا سيرزقك وييسر لك، ويأتيك من الموافقات العجيبة في الأسباب مالا تستطيع إدراكهُ، والآن أنت طول النهار تسمع عن دورات تكلمك عن النجاح وماذا تفعل من أجل أن تنجح، ويقولوا لك لو فعلت كذا ستنجح والحياة تصبح سهلة، طيب الآن أنا سأقول لك وَصْفَة تُسَهِّل عليك الحياة أكثر بكثير من كل التفكيرات، مــاذا تفعل؟ >> اذهب لِمَن يملك كل شيء وهو الذي عَرَض عليك أن يكون عليك وكيل ويُنفق عليك ويُعطيك ويهيأ ويحدد لك أين تذهب من أجل أن تأتي بِمُرادك، فاذهب إلى من يملك كل شيء وتوسل إليه أن يرشدك من أين تأتي بمرادك، واطمأن إليه فهو الذي يهيأ لك الأسباب من أجل أن تأتي بمرادك، يعطيك الحول والقوة من أجل أن تذهب تأتي بمرادك، لمَّا تَصِل إلى مرادك فهو الذي ينفعك بمرادك، مــاذا تقول أنت وأنت خارج من بيتك؟ ( بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) أخرجه أبو داود (4/325 ، رقم 5095) ، والنسائي فى الكبرى (6/26 ، رقم 9917(وغيرهم ، ما معنى قولك [ لا حول ولا قوة إلا بالله ] لمَّا تخرج من المنزل؟ يعني أنا أعترف يا رب ليس لي حول ولا قوة على تحصيل مصلحتي إلا بِك.
فلا أيسر من أن تعيش على الله معتمد، ومنه منتظر أن يريك الأسباب وييسرها لك فتأخذها، يعني أنت الآن مثلا ً نفترض أن هذا زوج ابنتي أو هذه جارة أو هذا معلم أو هذه شابة الآن دخلت على زوج، ما مفاتيحهُ؟ ما الذي يرضيه؟ ما الذي يوصِلنِي إلى قلبهِ؟ هذا سر ، يعني أنت مهما كنت تفهم لا يمكن أن تأتي بمفتاح قلبه، لكن الذي خلقه، الذي {لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} انكسر عنده، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} فهو الوكيل الذي يُسَددَك أن تتصرف مع هؤلاء كما ينبغي وتنفتح قلوبهم لك، أليس هو الفَتَّاح الذي يَفتَح مَغاليق القلوب، فإذا كان هَمك قلوب من حولك فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق القلوب، وإذا كان همَّك الرزق فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق الأرزاق ومغاليق الأسباب، وإذا كنت تريد علم فهو العلم الفتاح الذي يفتح مغاليق الفِكِر، فارتاح وتوكل على الحَيّ الذي لا يموت وقُم بوظيفتك {فَاعْبُدُوهُ} و فوق هذا كله، اعلم أن توكلك عليه == > يزيد مكانك عنده، وهي عبادة من العبادات، وسبب لكفارة ذنوبك، ورفع درجاتك، وذِكر الملائكة لك.
فأنت الآن ليس فقط ستستفيد في الدُّنيا، أنت بهذا الطريق تَسير فيما يُرضى الله عنك، يعني الله ـ عز وجل ـ ما كلفك مالا تستطيع، بل فتح عليك أبواب الارتفاع عنده، بصورة لا تتصورها، حتى تَحصِيلَك لِشؤون دُنياك أَصبح في ميزان حَسناتك ما دام اتَّخذتَه وكيلا.
فمن أجل ذلك نستعمل اسم الوكيل في كل ما أَهَمَّنا، فننشغل بالتعلق به أن يفتح علينا مغاليق القلوب، من أجل ذلك نقول يا جماعة ترى أكثر ما يُتعِب الناس أن يستغيث سَجين بِسَجين، وغَريق بِغَريق، ومحبوس بمَحبوس، فأنت كل الناس مِثْلَك بالضبط ،محبوسين، سجناء، غرقى،يعني مثلاُ هذه زوجة ويأتي زوجها يقول لها : أنا منتظر السعادة عندك .." فتقول : طب وأنا منتظرة السعادة عندك .." وكل واحد ينتظر من عند الثاني السَّعادة، الآن هذا ينتظر من هذا وهذا ينتظر من هذا فمـــاذا نفعل؟ هل أنا أستطيع أن أعطيه أم هو الذي سيعطيني ؟!!
فالله ـ عز وجل ـ وكيلنا هو الذي يفتح لي في قَلبِه ما يجعلني سبباً لسعادتهِ، والعكس.
[حسبنا الله ونعم الوكيل] معناها أنك توكل أمرك إلى الله، أما بلسانك فلا تتكلم بها لأنها على فهم الناس حسبنا الله ونعم الوكيل هذه مصيبة، أما بوجدانكم فانفعلوا بها. يتبع
يتبع------
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل فهمنا معنا نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم...وكيف تكون؟؟ GHOST منتدى نور الإيمان 11 2009-09-04 07:15 PM
لو سالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال ماذا سيكون جوابنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ TORGO منتدى نور الإيمان 6 2009-08-19 03:55 AM
الله أكبر :( قرية بالكامل تعلن اسلامها بفضل الله / التعليق ).!!! THE KING منتدى نور الإيمان 4 2009-07-14 07:58 PM
سر معنى:سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا الله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله -=(Lonley Girl)=- منتدى نور الإيمان 2 2008-08-05 03:28 PM


الساعة الآن 01:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
www.q8-one.com