اليمنيون يتخوفون من "أضاحي " العيد أكثر من "ضحايا " الاحتجاج

[admin]

صنعاء-عبدالعزيزالهياجم اعتاد اليمنيون في كل عام التحضير مبكرا لأجواء عيد الأضحى المبارك الذي يستبقونه بتجهيز لوازمه بداية من أواخر شهر ذي القعدة أو مطلع ذي الحجة الذي ترتفع معه مكبرات الصوت في المنازل والأسواق العامة والسيارات مرددة أسطوانة واحدة عنوانها " لبيك اللهم لبيك ".

لكن في هذا العام وقبل أيام على حلول المناسبة الدينية والفرائحية الكبيرة يبدو اليمنيون في حالة اقتصادية كارثية ووضع معيشي صعب أصبح معه ذكر كلمة " عيد " مدعاة للتحسر ومضاعفة المعاناة بالنسبة لأرباب الأسر الذين باتت الغالبية العظمى منهم عاجزة عن الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية فضلا عن الأعباء الإضافية التي يشكلها الاحتفال بمناسبة كعيد الأضحى.

محمد الوصابي كان يعد من الأثرياء بالنسبة لأهالي قريته كونه يمتلك متجرا فخما لبيع الأواني المنزلية المتنوعة في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء وعلى بعد أمتار من منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر , لكنه تحول الآن الى رجل فقير يستحق الشفقة والصدقة والسبب يعود الى المواجهات العنيفة التي تشهدها منطقة الحصبة منذ أواخر مايو أيار الماضي بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين التابعين لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر.

يروي الوصابي مأساته ل" العربية نت " فيقول : في ليلة 24 مايو أيار الماضي حين تفجر الموقف بين القوات الحكومية والمسلحين القبليين اضطررت للفرار حتى أنجو بروحي , تاركا المتجر والمخازن الخلفية المليئة بالبضائع التي جميعها أدوات منزلية وأواني فخارية فاخرة عرضة للقصف الذي طال أجزاء منها وعلمت لاحقا أن الأشياء التي لم تتعرض للإتلاف بفعل القصف تعرضت للنهب , اليوم أنا أبحث عن الاقتراض لشراء أضحية العيد وملابس الأطفال .
وليس فقط سكان حي الحصبة هم من تضرروا بفعل المواجهات وأعمال العنف التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء جراء الأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح , فعلى الجانب الآخر برز شارع هائل " شارع الرياض بحسب التسمية الرسمية " وعلى مدى عقود كأهم مناطق التسوق في العاصمة اليمنية , لكنه مؤخرا تحول إلى شارع تسكنه الأشباح نتيجة وقوعه كمسرح لمواجهات وقصف متبادل بين القوات النظامية والقوات المنشقة والتي أعلنت تأييدها للثورة الشبابية .

ويقول سعيد ناجي الذي كان يفترش الرصيف في شارع هائل لبيع ملابس متنوعة : كنت أرابط في مكاني من الصباح الى الليل لجمع ما يستر حالي وحال عائلتي وفي الأعياد كنت تقريبا أبيع على مدار الساعة ولا أتوقف إلا في منتصف ليلة العيد حيث يكون قد توفر لدي من المال ما يمكنني من السفر إلى قريتي في محافظة تعز الى الجنوب من صنعاء , هذا العام وبفعل الأحداث لن استطيع السفر أنا والعائلة وانتظر الفرج بأن يفتح الله علينا ونلاقي فاعل خير يمنحنا ما نستر به حالنا في العيد .

أحمد شائع موظف حكومي لم يتضرر من المواجهات لأنه يقطن حي سعوان شرق العاصمة صنعاء لكنه يشكو من الغلاء الفاحش الذي نتج عن الأزمة الراهنة والتي تجاوزت التسعة أشهر ويحكي ل" العربية نت " حاله قبل عيد الأضحى فيقول : أسعار الملابس وصلت أرقاما خيالية وكذلك أسعار المواشي الصالحة لتكون أضاحي , الخروف الذي كنت أشتريه بأقل من 20 ألف ريال تجاوز سعره الآن ال40 ألف ريال , ولذلك لن أشتري خروفا وقررنا أنا وزملاء لي في العمل بأن نستهم في أضحية " ثور" حتى يتوزع بيننا بسعر أقل .

أما شوقي شرف وهو أيضا موظف حكومي فأطلق حديثا ساخرا حيث أكد أنه ومجموعة من أصدقائه قرروا أن يرفعوا نداء إلى مفتي الجمهورية عبر الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لمطالبته بإصدار فتوى دينية تجيز " الدجاج " كأضاحي مراعاة لظروف الناس الصعبة ,أو إصدار فتوى تعفي اليمنيين من ذبح أضاحي هذا العام كونهم يعيشون ضائقة مالية وحالة فقر مدقع , وأيضا لكونهم قد ضحوا بشباب في عمر الزهور قتلوا نتيجة إطلاق النار على المتظاهرين , إضافة إلى أولئك الذين سقطوا ضحايا المواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين القبليين , وبين القوات الحكومية والقوات المنشقة .