الموضوع: من هو الله
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 2010-08-19, 03:22 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

والسماء دائمة الاتساع , بمعنى أن المجرات دائمة التباعد عن بعضها البعض بسرعات تصل إلى ثلاثة أرباع سرعة الضوء المقدرة بحوالي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية (أي أن المجرات تتباعد بسرعات قد تصل إلى 225 ألف كيلو متر في الثانية) وهى سرعات لا يمكن للإنسان اللحاق بها. وهذا الاتساع الكوني لم يدرك إلا في الثلث الأول من القرن العشرين، وقد سبق القرآن الكريم بتقريره من قبل ألف وأربعمائة سنة وذلك بقول الحق -تبارك وتعالى-﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ ( الذاريات:47) .

وهذا البناء الدقيق للسماء و هي دائمة الاتساع- تحكمه قوانين منضبطة انضباطا شديدا , حيث يدور كل جرم من أجرامها حول محوره، ويجرى في مدارات متعددة ومحددة له , دون توقف , أو تعطل , أو تخلف , ودون اصطدام أو ارتطام , أو خروج , أو حيود إلى آخر لحظة في هذا الوجود . فمن الذي بني السماء بهذا الاتساع , ودقة البناء , وضبط حركات كل جرم من أجرامها بهذا الإحكام الشديد؟ , ومن الذي يرعاها ويصونها ويمسكها من الزوال وهى دائمة الاتساع ؟ وهل يمكن أن يكون كل ذلك نتاج العشوائية أو الصدفة ؟ والجواب هو بالقطع لا ...!! وذلك لأن النظر بعين العقل في الكون وما به من كائنات يؤكد على أنه لا يمكن لأي منهما أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه, أو أن يكون نتاج العشوائية أو الصدفة , بل لابد لإبداع كل ذلك من موجد عظيم له من صفات الكمال والجلال والجمال, ومن شمول العلم والحكمة , وطلاقة القدرة ما أبدع به هذا الخلق. ويؤكد ذلك أن الاحتمالات الرياضية للصدفة معدومة انعداما كاملا في تفسير نشأة الكون, فإيجاد كون بهذا الاتساع , وإحكام البناء , وانتظام الحركة بالصدفة أو بطريقة عشوائية هو من الأمور التي تردها كل العمليات الإحصائية، ويرفضها كل عقل سليم . وعلماء الفلك يجمعون اليوم على أن كوننا الشاسع الاتساع، الدقيق البناء، المحكم الحركة، والمنضبط في كل أمر من أموره، لابد له من مرجعية في خارجه، وهذه المرجعية لابد وأن تكون مغايرة للخلق مغايرة كاملة لكونها فوق كل من المكان و الزمان، والمادة والطاقة وصدق الله العظيم الذي يقول عن ذاته العلية:﴿... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ (الشورى:11).

ويقول علماء الفلك كذلك أننا لو عدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن فلابد وأن يلتقي كل شئ: المادة والطاقة، والمكان والزمان في نقطة واحدة متناهبة الضخامة في كم المادة والطاقة ومتناهية الضآلة في الحجم (إلى الحد الذي تتوقف عنده كل قوانين الفيزياء النظرية والكمية). وأن هذا الجرم الابتدائي انفجر فتحول إلى سحابة من الدخان خلقت منه الأرض وباقي أجرام ومكونات السماء.
وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة هذا التصور المكتسب، والذي لم يتبلور إلا في أواخر الخمسينات من القرن العشرين وذلك بقول ربنا-تبارك وتعالى-في محكم كتابه:

﴿ أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ (الأنبياء:30).
وبقوله -سبحانه-: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ (فصلت:11).
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس