رحلة معاكسة.. عاطلون عن العمل بلندن يستعدون للرحيل
لندن: العربية.نت لم يكن يعلم محمد عواد أن شد رحاله الى لندن قادما من مدينة ليفربول كان قرارا سيندم عليه طويلاً، فبعد أن حصل على اللجوء والاقامة الدائمة، وتوفير السكن له في ليفربول قرر كغيره من الشباب العربي التوجه الى العاصمة البريطانية لندن والتي كانت الى وقت قريب "الوجهة الذهبية" لكثرة فرص العمل فيها، خصوصاً إذا ما عرفنا أن غالبية المقيمين والمواطنين على السواء يفضلون العمل الجزئي للحصول على معونة السكن أو "بدل الاستئجار" الذي تقدمه الحكومة.
محمد تفاجأ بقرار جديد وضعته حكومة ديفيد كاميرون والذي يقضي ما لم يكن تجاوزت سن الخامسة والثلاثين من العمر فانك لن تحصل على هذه الميزة .
محمد عواد قال لــ"العربية نت" أنه مصدوم من حزمة القرارات الجديدة ، ففي الوقت الذي تخلى عن ميزة السكن في مدينته السابقة ليفربول ، وخسرحق العودة فانه أوقع نفسه في ورطة ومازق لم يكن بالحسبان.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن حزمة قوانين جديدة وحالة تقشف قصوى خصوصا في ما يتعلق بقوانين دعم البطالة وقوانين السكن.ووجد آلاف الشباب انفسهم بلا مأوى، حتى بات البعض منهم يتمنى لو كان في عقده الرابع ليتسنى له الحصول على بدل السكن.
وفي مقابل ذلك كان مراقبون يعولون على انخفاض أسعار العقار وخصوصا الايجارات التي وصلت الى حالة من الجنون بعد ترك الكثير ممن يستفيدون من حق بدل السكن مناطق وسط لندن بعدما خفضت الحكومة الدعم الى اكثر من النصف لتخفيض اعداد المستفيدين وفي الوقت نفسه الضغط على أصحاب العقارات لتخفيض قيمة الايجارات.
سام موريس البريطاني من أصول فلسطينية قال "العكس صحيح فغالبية أصحاب العقار بدأوا بفرض زيادة الايجارات في ظل التحضيرات للاولمبياد والتي ستقام في العاصمة لندن هذا الصيف ، خصوصا وان تقارير عقارية اكدت على عدم قدرة الفنادق تلبية احتياجات وفود الدول المشاركة بالاضافة الى الحشود التي ستتوافد لمتابعة هذا العرس الرياضي ، ومن هنا فإن أصحاب العقارات سيستغلون هذه الفترة لرفع الايجارات وتوفير اماكن للزوار.
وقال سام لــ"العربية نت" في لندن أن هنالك أصحاب شقق سيقومون بتأجيرها على غرار الشقق الفندقية متوقعا صيفا ساخنا ستصل اسعار الايجارات فيه الى حد الجشع والجنون ، في المقابل فان آلاف الشباب العاطل والذي لسنوات ظل ينتظر الفرصة المناسبه للعمل أصبح مهددا بالتشريد والتهجير خارج لندن لوقف دعم الحكومة له في حق السكن.
ويبحث اندري مورت وهو بريطاني من أصول بولندية عن غرفة في منزل ليستطيع استئجارها لكن وبحسب قوله: منذ اكثر من شهر لا زلت ابحث عن غرفة في أي مكان بالعاصمة، لكني لم اجد شيئا ، مؤكدا ان الغرف بنظام المشاركة سابقا كانت تستاجر اسبوعيا بحد اقصى ?? جنيها بيد ان الحال تبدل كثيرا ، فقد قفزت اسعار الغرف الى سقف الــ??? جنيه استرليني للاسبوع وهو امر مبالغ فيه في الوقت الذي لن تتكفل الحكومة ببدل الايجار.
يذكر ان الحكومة البريطانية تسعى من خلال هذا القانون الى دفع الشباب للبحث عن وظائف في المدن البريطانية الاخرى والتخلي عن انتظار التوظيف في العاصمة لندن بعد أن أصبحت نسبة العاطلين فيها تتجاوز الــ?? في المئة بهذه المدينة.
ومثل محمد واندري الكثير من الشباب الذي يقف عاجزا عن الحراك ومتخوف من تجربة شد الرحال الى مدن اخرى مخافة عدم وجود الوظائف المناسبة.
من جهة متصلة، قال حسن محمود وهو بريطاني من اصول سودانية درس في لندن بجميع المراحل وحصل على شهادة البكارليوس في المحاسبة ، أنه اضطر للعمل في العقار بدل أن ينتظر الوظيفة الحكومية فهو متخرج منذ أكثر من أربعة أعوام لكنه لم يجد الوظيفة الملائمة لتخصصه، مما دفعه للعمل المؤقت في العقار.
وحسبما يقول"بدل انتظار الدعم الحكومي الذي لا يتجاوز سبعين جنيها استرلينيا ، بدأت بالعمل في أحد المكاتب العقارية متمنيا أن أجد وظيفة ضمن تخصصي او ادخار مبلغ من العمل الحالي ليخوض العمل الحر في مجال دراسته.
عشرات الآف من الخريجين الذين لم تتجاوز أعمارهم ثلاثة عقود ونصف العقد سيجدون أنفسهم بلا عمل وبلا سكن مع بداية الشهر المقبل، وهو الامر الذي سيضطرون من خلاله اما البحث عن أية فرصة عمل داخل لندن او شد الرحال لمدن خارجية وهو ما تريده حكومة كاميرون.
|