وزير أمريكي: لا حل سحرياً لوقف ارتفاع سعر البنزين
تميّز العام 2011 بتصاعد متواتر لأسعار النفط في السوق العالمية، حيث ارتفع سعر برميل النفط من 88 دولاراً في أول العام إلى أكثر من 105 دولارات بنهاية نفس العام وهو الآن يراوح حول هذا المعدل، لكن وكالة الطاقة الاميركية توقعت ان يرتفع سعر البرميل خلال هذا العام الى 115 دولاراً وان يصل سعر ليتر البنزين للاستهلاك السياحي الى دولار واحد لليتر البنزين (4 دولارات للغالون) خلال موسم القيادة بين شهري ابريل واغسطس.
تعتبر وكالة الطاقة الامريكية أن السبب الأساسي لارتفاع اسعار برميل النفط يعود الى تراجع انتاج النفط في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، فانقطاع الامدادات من ليبيا العام الماضي بالاضافة الى مخاوف من توتر كبير في ايران دفع الاسعار الى الارتفاع ولا شيء حتى الآن يشير الى ان مشكلة ايران في طريقها الى الحلّ وبالتالي تستمر المشكلة ويستمر ارتفاع الاسعار.
لكن هذه الحجة لا تجيب على السؤال الأهم وهو لماذا ارتفع سعر ليتر البنزين لاستهلاك السيارات بنسبة 25 بالمئة تقريباً خلال العام 2011 وصولاً الى هذا الشهر فيما سعر البرميل الخام ارتفع فقط بنسبة 15 بالمئة؟ ولماذا ارتفع سعر البنزين خلال شهر واحد اي من منتصف شهر فبراير الى منتصف شهر مارس 2012 بنسبة 10 بالمئة فيما اسعار النفط الخام تراوح مكانها؟.
ويقول خبراء اقتصاديون ان ارتفاع الاسعار في السوق العالمية بحسب ما رأينا اواخر العام وبداية هذا العام تأخذ بعض الوقت لتظهر في محطات الوقود وهذا ما نشهده الآن وما سنشهده خلال الاسابيع المقبلة.
وأكد وزير الطاقة الاميركي خلال زيارة لولاية مساشوستس ان الاسعار سترتفع، وأن لا أحد لديه حل سحري لمنع غالون البنزين خلال الشهرين المقبلين من تخطي عتبة 4 دولارات (دولار واحد لليتر البنزين) واشار الى ان الادارة فعلت الكثير لضبط الاسعار ولكن لا حيلة.
ربما يكون الجواب الافضل لارتفاع سعر ليتر البنزين هو ان الاوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة تشهد تحسناً مضطرداً وتحسنت معها القدرة الشرائية للمستهلك الاميركي بما سمح لشركات المحروقات لرفع الاسعار من دون ان يدفع ذلك المستهلكين لمقاطعة السيارات كما فعلوا عندما انهارت الاسواق العالمية في العام 2008 وانهارت سوق العمل وامتنع السائقون بنسبة كبيرة عن قيادة سياراتهم.
وأصبح تصاعد اسعار البنزين مادة جيّدة لدى المرشحين الجمهوريين ممن يريدون انتقاد الرئيس الاميركي باراك اوباما، وانتقد ميت رومني في جامعة شيكاغو اساليب الادارة في الرقابة ونسب اليها السبب الرئيسي لارتفاع اسعار المحروقات وكان رومني ومنافسه ريك سانتوروم وعدا الناخبين الاميركيين باقرار بناء خط الانابيب الضخم من كندا الى تكساس كجزء من الحلّ لمشكلة ارتفاع اسعار المحروقات.
بات الرئيس الاميركي وفريقه السياسي مشغولي البال من الانتقادات التي يوجهها الجمهوريون الى سياسات الرئيس لذلك قرر البيت الابيض ان يذهب اوباما في رحلة تشمل نيومكسيكو وكولورادو ليشدد خلالها على انه يؤيّد مدّ خط الانابيب واستقلالية الولايات المتحدة في مصادر الطاقة.
ربما يكون الرئيس الاميركي على حقّ في الدفاع عن رصيده في مجال الطاقة فاحصاءات وكالة الطاقة الاميركية تشير الى ان انتاج الولايات المتحدة فبلاده استوردت خلال العام 2011 أقل من 9 ملايين برميل يومياً وهي النسبة الادنى منذ العام 2005 كما ارتفعت نسبة انتاج النفط الاميركي.
اما المثير للعجب ولو قليلاً فهو اختلاف اسعار المحروقات بين الولايات حيث تبرز خريطة الولايات المتحدة ارتفاعاً للاسعار في ولايات الساحل الغربي ويصل سعر الليتر في كاليفورنيا الى ما فوق الدولار منذ اسابيع فقد وصلتهم مصيبة الليتر بدولار منذ حين.
|