تجار سعوديون يقللون من تأثر سوق الذهب بقرار "التعليق"
قلل عدد تجار ذهب ومسؤولون بالغرف التجارية السعودية من قرار مجلس الذهب العالمي تعليق نشاطه بالمملكة احتجاجا فيما ما يبدو على قيام صناع سعوديين بخلط بلورات زجاجية بالمصوغات الذهبية، مستبعدين تأثر السوق بالقرار في المستقبل المنظور، بينما شحذ اعتراف وزارة التجارة والصناعة السعودية على لسان وكليها لحماية المستهلك صالح الخليل، الوكيل المساعد لشؤون المستهلك بتوقيع عقوبات بحق عدد من محال بيع الذهب والمجوهرات جمعية حماية المستهلك السعودية لتكثيف نشاطها في السوق لرصد حالات الغش فى الموازين وعملية التصنيع، واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المحال المخالفة.
واستبعد رئيس لجنة الذهب بغرفة الشرقية عبداللطيف النمر تأثير القرار على المنتجين والمستهلكين في السوق السعودية وقصر تأثيره على قطع الاتصالات الإجرائية والإدارية مع مجلس الذهب العالمي.
وأشار إلى إن توقيت القرار يثير الشكوك لان جاء بعد فترة من نقل الفرع من المملكة إلى الهند، وسخر من تهمة خلط الذهب بالزجاج وقال انه من الصعب تطبيقها عمليا :" المستهلك يدرك تماما الفرق بين الزجاج والمعدن النفيس ".
والى ذلك تعتزم لجنة المشغولات الذهبية بمجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية عقد اجتماع موسع لممثلي الغرف لبحث تداعيا قرار التعليق وكيفية اتخاذ الإجراءات السليمة تجاهه بما يضمن الاستقرار للسوق السعودية ويحقق مصلحة التجار والمستهلكين في وقت واحد،وقالت مصادر بمجلس الغرف أن صدور القرار خلال إجازة العيد عرقل التنسيق بين لجان الذهب في الغرف الرئيسية الثلاثة " الرياض ، جدة، الدمام " لاتخاذ إجراءات الرد المتناسبة مع الحدث.
ومن جهته دعا رئيس حماية المستهلك ناصر آل تويم إلى التعامل مع قرار التعليق بموضوعية شديدة بعيدا عن محاولات للتهويل أو التهوين، وقال أن الجمعية تقوم حاليا برصد كافة الملابسات والظروف المحيطة بالقرار وصولا إلى " الحقيقة " في اتهامات المجلس وموقف تجار وصناع الذهب السعوديين منها.
وعلى المستوى الميداني لم تتأثر محال تجارة المجوهرات والمشغولات الذهبية في السوق السعودية بشكل ملحوظ بالقرار الأخير لمجلس الذهب العالمي بتعليق نشاطه في المملكة ، وبدت حالة الإقبال على الشراء عادية ربما لارتباط العائلات السعودية بإقامة حفلات الزفاف وما يتبعه من شراء الذهب خلال موسم العيد.
وتبلور عدم التأثر بقرار "التعليق" في ارتفاع أسعار المشغولات الذهبية بالسوق المحلية خلال ال 24 ساعة الماضية حيث ارتفع سعر الجرام عيار 24 من 207.24 ريال أمس إلى ريالا 208.37اليوم ،كما ارتفع عيار 21من 190.04 إلى 191.05 ريالا ، وكذلك عيار 14 من 120الى 121.84 ريالا.
وظلت كميات البيع في كثير من المحال "عادية" قبل بدء إجازة عيد الأضحى المبارك مقارنة بالأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي _ قبل صدور قرار التعليق _ حيث انخفضت مبيعات الذهب بشكل عام في السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري نظرا لارتفاعه عالميا ولجوء بعض محدودات الدخل إلى " الاكسسورات الصفراء " في الزينة بديلا عن المعدن النفيس ،وهو ما يؤشر إلى إمكانية تراجع المملكة عن المركز الرابع عالميا في استهلاك الذهب.
يشار إلى إن قرار مجلس الذهب العالمي قد يصيب السوق السعودية بالركود خلال الأشهر القليلة القادمة حال تيقن المستهلكين من الاتهامات وربما يلجأ ملايين الوافدين " 8 ملايين وافد " عن عادة شراء المصوغات الذهبية السعودية عند العودة لبلدانهم خلال الإجازات السنوية وهو ما سيؤثر سلبا على نحو ستة آلاف متجر لبيع المصوغات بالتجزئة، ونحو 250 ورشة تصنيع.
|